إبراهيم الأحدب
إبراهيم الأحدب([1])
الشيخ إبراهيم الأحدب
(1826 ـ 1891م)
لقد عاش هذا العالم والشاعر الفذ للعلم والأدب والفضائل، ومن يعش لنفسه فقط لا يستحق الحياة، بلغ من العلوم منتهاها، ومن المراتب العلمية أعلاها،ولد بمدينة طرابلس سنة 1826م، وقرأ العلوم على أئمة عصره منهم الشيخ عبد الغني الرافعي، وفي الثانية والعشرين من عمره عكف على التدريس، فأفاد المجتمع.
مراحل حياته: عين في سنة 1852م مستشاراً في الأحكام الشرعية ثم نائباً في محكمة الشرع في بيروت، وعضواً في مجلس معارف الولاية، وكان ذا ذاكرة قوية، ونابغة في حفظ أخبار العرب وأشعارهم، تهرع إليه الأدباء من كل جانب، فاشتهر في الناس فضله، وفاح نشر علمه ونبله ومناقبه، فعلا صيته وذكره.
آثاره العلمية: لقـد خلـف تراثاً أدبيًّا وعلميًّا ينطـق بفضله ومآثره، وهي: 1 ـ فرائد الأطواق في أجياد محاسن الأخلاق، 2 ـ فرائد اللآل في مجمع الأمثال، 3 ـرسالتان في المولد النبوي الشريف، 4 ـ كتاب تفضيل اللؤلؤ والمرجان في فصولالحكم والبيان، 5 ـ عقود المناظرة في بدائع المغايرة بمجلدين، 6 ـكتاب نشوة الصهباء في صناعة الإنشاء، 7 ـ نفحة الأرواح على مراح الأرواح، 8 ـ إبداع الإبداء لفتح أبواب البناء، 9 ـ كشف سر الأرب عن سر الأدب، 10 ـ مهذب التهذيب، 11 ـ الرسائل الأدبية في الرسائل الأحدبية، 12 ـالمستظرف وتحفة المرشدية في علوم العربية، 13 ـ ذيل على ثمرات الأوراق، 14 ـ رد السهم عن التصويب وإبعاده عن مرمى الصواب بالتقريب، 15 ـ وشي اليراعة في علوم البلاغة والبراعة، 16 ـ تفضيل الياقوت والمرجان في إجمال تاريخ دولة بني عثمان، 17 ـ وآخر مؤلفاته كتاب كشف المعاني والبيان عن رسائل بديع الزمان.
شعره: لقد قال الشعر في صباه، وترك للأدب ثلاثة دواوين شعرية جارى فيها العلامة الحريري، تتحلى قصائده بدقة الصياغة وبراعة الاختبار والتشبيه، ومن نظمه:
نور زُهر يلوح أم نور زَهر | بالتهاني يفوح في روض نشر |
وسنا البدر قد تجلى علينا | أم مهاة الجمال في جنح شعر |
وبدا جيدها به نقط مسك | أم هلال مراقب ضوء فجر |
وأرى عقرباً من الصدغ يسعى | تحت قلب لها على وقد جمر |
أم هي الواو لم تجئنا لعطف | بل لنصب الأسى بقلب وجر |
وعلينا أحداقها قد أدارت | من مدام الغرام أقداح خمر |
أم غدت بابلاً لهاروت حتى | حل فيها بالنفس في عقد سحر |
من بني الترك غادة تركتني | عينها عانيَ الغرام بأسري |
شبَّ شعري في حب خد جلته | شب ناري به كما شاب شعري |
لست أسلو منها صباح جبين | وليال من الذوائب عشر |
ومن غزله المعفف البديع:
بالعذارى أهيم في كل واد | من غرامي وفرط وجدي عذري |
وعيون الظبا وأعطاف غيد | أوقعتني ما بين بيض وسمر |
غزلي دائم بغزل جفون | للغواني يجيد حلة شعري |
وبها راق ورد سكري ولكن | بمعاني محمد رق شكري |
كان ذا حظ بديع، وقد نقل بخطه طائفة كبرى من الكتب والرسائل تحفظ بعضها في دار الكتب اللبنانية في بيروت، وقد تولى تحرير جريدة ثمرات الفنون، ونشر فيها قصائده ونثره.
وفاته: وفي اليوم الثاني من شهر آذار سنة 1891م انتقل إلى عالم الخلود.
* * *