جاري التحميل

إبراهيم البستاني

الأعلام

إبراهيم البستاني([1])
(1917م)

مولده ونشأته:هو ابن الأستاذ ملحم بن إبراهيم البستاني، ولد في الدبية سنة 1917م، وتلقى علومه في مدرسة عين ورقة ونال شهادتها (دبلوم) وعهد إليه بإدارة مدرسة الإباء الكبوشيين في عاريا، وانتدب للتدريس في مدارس كثيرة، ثم عين معلماً في المدارس الرسمية، ودرس على نفسه فأحرز الشهادة التعليمية، وفي سنة 1951م عين سكرتيراً لمديرية قصر الأونسكو في بيروت ثم أعيد للتعليم.

مواهبه: هـو شاعـر مكين مقـل دانت له القوافي، وخطيب لوذعي اشتهر بفصاحته وعذوبة إلقائه، متضلع باللغة الفصحى وقواعدها، شديد المحافظة على أصولها، نقاد يرهب جانبه ويرجع إليه في هذه الأمور، يحفظ ألفية ابن مالك، فإذا سألته عن قاعدة أجابك عليها بشعر من منظومة ابن عقيل.

ومن آثاره الأدبية مقالات وقصائد نشرت في الجرائد والمجلات، وتعريب للفصل الثاني من رواية (ترسيس) المطبوعة في مجلة (الورقاء) وله كتاب (الكلمات) المترادفة وأوصافها، لم يطبع بعد، وهو يتقن الفرنسية، ويلم باللغات اللاتينية والسريانية والأرمنية، وله روايات تمثيلية كان يضعها وفقاً للمناسبات، وقد مثل بعضها طلاب المدارس الأرمنية التي يدرس فيها منذ اثنتي عشرة سنة.

ومن روائع شعره قصيدة بعنوان (العكاظية) وقد ألقاها في نادي الصفوف العليا بمعهد الفرير ماريست في دير القمر وهي تدل على إبداعه في الوصف والمعنى في ديباجة مشرقة.

إلى (عكاظ) حداني الشوق والأمل

حيث الذرى لملوك الشعر والقلل

فلم أفز (بزياد) واحد حكم

أمام قبته الأبطال تمتثل

لكنما فيه منهم ألف نابغة

هذا يزين القوافي ذاك يرتجل

حتى كأن سماء الدير موج صدى

من العواطف فيها (البدر) يغتسل

سألت عن ملك (السوق) العظيم فلم

أجب وقبلي عنه الناس كم سألوا

فليس ثمة ملك في منصته

إن القلوب ملوك والمنى دول

تعتز بالأمل الصافي وأن خفقت

فالغرب مبتسم والشرق مبتهل

(أبناء مريم) أجناد مجندة

لنصرة العلم إن حلو وإن رحلوا

لهم على قبة الأيام مرتفع

وكلهم حكم إن حُكِّموا عدلوا

وختمها بقوله:

لا زلت سوق عكاظ فيك منشدة

قصائد المجد مَنْ أن سوجلوا سجلوا

حتى إذا بسمت آمال أمتنا

كنت الجبين عليه تطبع القبل

على أن سوق عكاظ هو في الحقيقة بيت الأستاذ الكبير ملحم البستاني، فإذا اجتمع فيه أولاده خلت أنك في محضر امرئ القيس، والنابغة الذيباني، وعنترة، وطرفة، ولبيد أصحاب المعلقات العربية الشهيرة، أدام الله هذه الشجرة المباركة التي لا تذبل أغصانها المثمرة مدى الدهر.

*  *  *

 



([1])   (أ) (2/ 271 ـ 272).

الأعلام