إبراهيم أديب
إبراهيم أديب([1])
العصامي الكريم المرحوم إبراهيم ديب وأسرته
ولد المرحوم إبراهيم بن ديب بن إبراهيم ديب في حمص سنة 1879م من أسرة حمصية عريقة، كان يزاول صناعة النجارة في بلده فاشتهر أمره لمهارته وحسنذوقه، وتعشق الرياضة فكان ماهراً في لعبة السيف، وروى لي السيد ديب نسطة الحمصي وهو لاعب بالسيف أن الفقيد إبراهيم رحمه الله كان من أبرع اللاعبين، ومن أبرز الشباب شجاعة وإقداماً في عهده، وقد حاز لقب البطولة سنة 1902م عند زيارته القدس، إذ شهدت ألعابه الفنية، فكان فارس الميدان المجلي، ونال جائزة الشرف ولقب البطولة في هذه اللعبة الطريفة.
ومن فضائله أنه أسس في حمص (جمعية نشر الفضيلة) من شبان كانوا يجتمعون في داره ويجمعون الإعانات ويوزعونها على الفقراء في مناسبات الأعياد والمواسم.
هجرته: وفي سنة 1912م هاجر إلى البرازيل فتعاطى التجارة وساعدته مواهبه الفطرية فتمكن من الوقوف على أسرارها، فضرب بسهم وافر في ميدانها الرحيب، فأثرى مادة بالإضافة إلى ثرائه الروحي والأخلاقي والاجتماعي.
ولقد أسعده الحظ فاقترن في سنة 1905م بالآنسة الفاضلة جسمانة بنت نقولا هنود، وقد امتازت بوفائها وحسن إدارتها وقيامها بواجباتها الزوجية، فكانت مراتع جنان وحنان، وأنجبت شبان أفاضل وكرائم أديبات وهم: أديب، بشير، حسيب، آديليا، فلوريندا، لورنزا، أمريكو، ألبيرتو، لبينور، ليندا، ألفريدو.
ولما كان للعلاقات الروحية أثرها المكين في حياة الزوجين المشتركة، فإن الزوجة الصالحة الذكية تستطيع بحكمتها ولطافتها أن توجه قرينها إلى الغايات المثلى، وأن تجعل منه عنصراً مفيداً وركناً للمجتمع، ولا أغالي بالوصف بأن للفقيدقابلية فطرية في إسداء الخير والبر والإحسان، فضاعفت قرينته فيه هذه الروح، فكان لمناصرتها وتشجيعها له وتوفير أسباب الراحة إليه الفضل في حماسه وقيادته لحملات البر والإحسان.
مآثره الاجتماعية: كان الفقيد رحمه الله محساناً كبيراً، وعطوفاً رحيماً، وغيوراً مقداماً، مهاباً لا يخشى في الله لومة لائم، وهو من الرعيل الأول أصحاب الفضل في توجيه أفراد الجالية الحمصية إلى الأخلاق والاستقامة والفضيلة، دخل معترك الحياة الاجتماعية تحدوه الغيرة الوطنية، فهو أحد مؤسسي الميتم السوري الذي خلد المحسنين ومآثرهم، وكان الميتم قبل وجوده عبارة عن لجنة مؤسسة باسم الشبيبة الحمصية لإسعاف فقراء حمص، ثم تبدل الاسم باسم الميتم السوري الذي ترأسه مدة (23 سنة).
وللفقيد جناح خاص شيده باسمه، وقد نصب تمثاله الخالد في باحة الميتم الذي أقامه النادي الحمصي تقديراً لجهوده واعترافاً بفضل مبراته لمناسبة مرور (22) سنة على تأسيس الميتم، وبعد وفاته بسنتين احتفل بإقامته في ساحة الميتم.
وفاته: لقد كانت مرحلة وفاته الخاطفة مؤثرة ومحزنة، فقد قضى رحمه الله سهرة عائلية وهو في صحة ونشاط لا يشكو ألماً ولا مرضاً، تداول فيها مع أسرته عن استعداده لإقامة حفلة كبرى يقيمها في اليوم التالي بمناسبة مرور 36 سنة على قرانه، ونام في سريره، فأصابه تشنج في الأعصاب، فاحتضر هنيهة ثم فارق الحياة، وذلك في صباح يوم الأحد في 5 تموز سنة 1942م، وقد احتفلت الجاليات بتشييع جنازته إلى مرقدها الأبدي، وأفاض المؤبنون بذكر مناقبه ومآثره، واشترك في وداعه الأخير صغار الأيتام الذين طالما حباهم بعطفه وحنانه، وأدخل السروروالسعادة إلى قلوبهم، فأبدل شقاءهم بهناء وبؤسهم بنعيم وأنساهم غصة اليتم، وحمل المخلصون ومنهم رئيس وأعضاء لجنة الميتم النعش على الأكف يتقدمهم الأيتام وهو يرتلون الأناشيد والصلوات الكنائسية مع هيئة الاكليروس الموقرة، ووراءهم وفود الجمعيات والنوادي وعربات الأكاليل وحشد غفير من المشيعين إلى مكان بعيد، ثم وضع في العربة وتبعه رتل من السيارات لا يرى الطرف آخره.
ووقف الأيتام ينظرون بوجوم والدمع في مآقيهم إلى جثمان من أسعدهم في الحياة وهو يوسد الثرى، لقد عاش سعيداً في حياته وأسعد غيره، ومات قرير العين مغتبطاً بثمار مبراته ونواياه الطيبة، وألحد الثرى بين الزفرات والعبرات، وكانت عبرات الأيتام عبيراً نديًّا نضاحاً في قبره إلى يوم النشر، وقد رثاه شاعر حمص الشهير الأستاذ نصر سمعان، فقال بعنوان عظم الله أجرك:
المآقي الحسان والجود والفضـ | ـل بواك مكبة فوق قبرك |
عظم الله أجرك اليوم فيها | أي أجر معظم مثل أجرك |
وبكى المعهد الذي غمرته | هطلات الحنان من فيض صدرك |
كلما رفرف النسيم عليه | عبقت في الوجود نفحة ذكرك |
ولده السيد أديب: ولد بحي الحميدية بحمص في 14 تموز سنة 1906م، فاعتنى المرحوم والده بتثقيفه، واقترن بشهر أيلول سنة 1930م بالآنسة الكاملة ليديا بنت المرحوم توفيق اسطفان بندوق، وأنجب ثلاثة أولاد: إبراهيم، وليام، ناديا.
ولده السيد بشير: ولد بحمص في 25 آذار سنة 1909م، ودرس مع شقيقيه أديب وحسيب اللغة العربية في البرازيل على الأستاذ الشيخ وديع اليازجي، وبتاريخ 9 أيلول سنة 1933م اقترن بالآنسة الأديبة ليديا بنت بديع فركوح، وأنجب: ريكاردو، كلاريس، جيلبرتو، سولانج.
ومما يجدر ذكره أن أنجاله الأفاضل وهم شركاء في المحل التجاري الكبير المعد لبيع الأصناف بالجملة قد تركوا المحل باسم فقيدهم الغالي تخليداً لذكراه رحمه الله، وهم يملكون عدة بيوت للسكن، وكل منهم يملك لوحده ثلاث عمارات ضخمة.
* * *
6 ـ إبراهيم أديب([2])
العصامي الكريم المرحوم إبراهيم ديب وأسرته
ولد المرحوم إبراهيم بن ديب بن إبراهيم ديب في حمص سنة 1879م من أسرة حمصية عريقة، كان يزاول صناعة النجارة في بلده فاشتهر أمره لمهارته وحسنذوقه، وتعشق الرياضة فكان ماهراً في لعبة السيف، وروى لي السيد ديب نسطة الحمصي وهو لاعب بالسيف أن الفقيد إبراهيم رحمه الله كان من أبرع اللاعبين، ومن أبرز الشباب شجاعة وإقداماً في عهده، وقد حاز لقب البطولة سنة 1902م عند زيارته القدس، إذ شهدت ألعابه الفنية، فكان فارس الميدان المجلي، ونال جائزة الشرف ولقب البطولة في هذه اللعبة الطريفة.
ومن فضائله أنه أسس في حمص (جمعية نشر الفضيلة) من شبان كانوا يجتمعون في داره ويجمعون الإعانات ويوزعونها على الفقراء في مناسبات الأعياد والمواسم.
هجرته: وفي سنة 1912م هاجر إلى البرازيل فتعاطى التجارة وساعدته مواهبه الفطرية فتمكن من الوقوف على أسرارها، فضرب بسهم وافر في ميدانها الرحيب، فأثرى مادة بالإضافة إلى ثرائه الروحي والأخلاقي والاجتماعي.
ولقد أسعده الحظ فاقترن في سنة 1905م بالآنسة الفاضلة جسمانة بنت نقولا هنود، وقد امتازت بوفائها وحسن إدارتها وقيامها بواجباتها الزوجية، فكانت مراتع جنان وحنان، وأنجبت شبان أفاضل وكرائم أديبات وهم: أديب، بشير، حسيب، آديليا، فلوريندا، لورنزا، أمريكو، ألبيرتو، لبينور، ليندا، ألفريدو.
ولما كان للعلاقات الروحية أثرها المكين في حياة الزوجين المشتركة، فإن الزوجة الصالحة الذكية تستطيع بحكمتها ولطافتها أن توجه قرينها إلى الغايات المثلى، وأن تجعل منه عنصراً مفيداً وركناً للمجتمع، ولا أغالي بالوصف بأن للفقيدقابلية فطرية في إسداء الخير والبر والإحسان، فضاعفت قرينته فيه هذه الروح، فكان لمناصرتها وتشجيعها له وتوفير أسباب الراحة إليه الفضل في حماسه وقيادته لحملات البر والإحسان.
مآثره الاجتماعية: كان الفقيد رحمه الله محساناً كبيراً، وعطوفاً رحيماً، وغيوراً مقداماً، مهاباً لا يخشى في الله لومة لائم، وهو من الرعيل الأول أصحاب الفضل في توجيه أفراد الجالية الحمصية إلى الأخلاق والاستقامة والفضيلة، دخل معترك الحياة الاجتماعية تحدوه الغيرة الوطنية، فهو أحد مؤسسي الميتم السوري الذي خلد المحسنين ومآثرهم، وكان الميتم قبل وجوده عبارة عن لجنة مؤسسة باسم الشبيبة الحمصية لإسعاف فقراء حمص، ثم تبدل الاسم باسم الميتم السوري الذي ترأسه مدة (23 سنة).
وللفقيد جناح خاص شيده باسمه، وقد نصب تمثاله الخالد في باحة الميتم الذي أقامه النادي الحمصي تقديراً لجهوده واعترافاً بفضل مبراته لمناسبة مرور (22) سنة على تأسيس الميتم، وبعد وفاته بسنتين احتفل بإقامته في ساحة الميتم.
وفاته: لقد كانت مرحلة وفاته الخاطفة مؤثرة ومحزنة، فقد قضى رحمه الله سهرة عائلية وهو في صحة ونشاط لا يشكو ألماً ولا مرضاً، تداول فيها مع أسرته عن استعداده لإقامة حفلة كبرى يقيمها في اليوم التالي بمناسبة مرور 36 سنة على قرانه، ونام في سريره، فأصابه تشنج في الأعصاب، فاحتضر هنيهة ثم فارق الحياة، وذلك في صباح يوم الأحد في 5 تموز سنة 1942م، وقد احتفلت الجاليات بتشييع جنازته إلى مرقدها الأبدي، وأفاض المؤبنون بذكر مناقبه ومآثره، واشترك في وداعه الأخير صغار الأيتام الذين طالما حباهم بعطفه وحنانه، وأدخل السروروالسعادة إلى قلوبهم، فأبدل شقاءهم بهناء وبؤسهم بنعيم وأنساهم غصة اليتم، وحمل المخلصون ومنهم رئيس وأعضاء لجنة الميتم النعش على الأكف يتقدمهم الأيتام وهو يرتلون الأناشيد والصلوات الكنائسية مع هيئة الاكليروس الموقرة، ووراءهم وفود الجمعيات والنوادي وعربات الأكاليل وحشد غفير من المشيعين إلى مكان بعيد، ثم وضع في العربة وتبعه رتل من السيارات لا يرى الطرف آخره.
ووقف الأيتام ينظرون بوجوم والدمع في مآقيهم إلى جثمان من أسعدهم في الحياة وهو يوسد الثرى، لقد عاش سعيداً في حياته وأسعد غيره، ومات قرير العين مغتبطاً بثمار مبراته ونواياه الطيبة، وألحد الثرى بين الزفرات والعبرات، وكانت عبرات الأيتام عبيراً نديًّا نضاحاً في قبره إلى يوم النشر، وقد رثاه شاعر حمص الشهير الأستاذ نصر سمعان، فقال بعنوان عظم الله أجرك:
المآقي الحسان والجود والفضـ | ـل بواك مكبة فوق قبرك |
عظم الله أجرك اليوم فيها | أي أجر معظم مثل أجرك |
وبكى المعهد الذي غمرته | هطلات الحنان من فيض صدرك |
كلما رفرف النسيم عليه | عبقت في الوجود نفحة ذكرك |
ولده السيد أديب: ولد بحي الحميدية بحمص في 14 تموز سنة 1906م، فاعتنى المرحوم والده بتثقيفه، واقترن بشهر أيلول سنة 1930م بالآنسة الكاملة ليديا بنت المرحوم توفيق اسطفان بندوق، وأنجب ثلاثة أولاد: إبراهيم، وليام، ناديا.
ولده السيد بشير: ولد بحمص في 25 آذار سنة 1909م، ودرس مع شقيقيه أديب وحسيب اللغة العربية في البرازيل على الأستاذ الشيخ وديع اليازجي، وبتاريخ 9 أيلول سنة 1933م اقترن بالآنسة الأديبة ليديا بنت بديع فركوح، وأنجب: ريكاردو، كلاريس، جيلبرتو، سولانج.
ومما يجدر ذكره أن أنجاله الأفاضل وهم شركاء في المحل التجاري الكبير المعد لبيع الأصناف بالجملة قد تركوا المحل باسم فقيدهم الغالي تخليداً لذكراه رحمه الله، وهم يملكون عدة بيوت للسكن، وكل منهم يملك لوحده ثلاث عمارات ضخمة.
* * *