جاري التحميل

أحمد بن إلياس الكردي

الأعلام

أحمد بن إلياس الكردي([1])

(1706 ـ 1784م)

هو المرحوم أحمد بن إلياس الملقب بالأرجاني الصغير، كان والده كرديًّا من نواحي شهرزور، ولد في غضون سنة 1706م، ثم هاجر وحط رحاله في النبك،وتولى الخطابة فيها، وتزوج من أهلها، ولما رأى بيئتها العلمية لا تتسع لمواهبه رحل من النبك إلى دمشق ونزل بمدرسة الشميساتية([2])، وتدرب على العمل فصار طباخاً في هذه المدرسة، وكان عصاميًّا يلازم حلقات الدراسة فتوسعت معارفه وعلومه، فكان يناضل في انتقاد العلماء وهو في ضنك من العيش، وبدرتمنه هفوات حمله طيشه وحمقه على الإقرار بها، وخشي إقامة الحد الشرعي عليه، فخرج من دمشق خائفاً وتوجه إلى الأستانة، واتصل ببعض أركان الدولة، وعاش برغد وهناء، واختلس برهة التيه ونسي ما حل به من فاقة وذل، فما استقام حتى نكص على عقبيه لزلة ارتكبها، ففارقها وقدم طرابلس وتزوج بها، واستقام يعيش من بعض الوظائف، ثم توجه إلى مصر فأجلسه واليها الوزير محمد باشا الشهير بالراغب في أسنى المراتب، وامتدحه بقصيدة، منها قوله:

هذي مناي بلغتها لأوانها

فالحمد للأفلاك في دورانها

الآن قرت بالتواصل أعين

طال اغتراب النوم عن أجفانها

كان شاعراً مفلقاً، متيناً في لغته، قوي البيان، محققاً، متوقد الذهن والفكر، ومن غرر شعره ما قاله مضمناً شاعر شطراً للفتح النحاس:

بنفسك بادر رمَّ بيتك واجتهد

وإن لم تجد إحكامه واصطناعه

ولا تدخل العمار دارك إنهم

متى وجدوا خرقاً أحبوا اتساعه

وقدم حلب بصحبة الوزير المصري، فتوفي فيها يوم الأحد الثاني عشر من رجب سنة 1199ﻫ ـ مايس 1784م، ودفن خارج قنسرين بتربة الشيخ ابن أبي النمير بحلب.

*  *  *

 



([1])   (أ) (2/ 113).

([2])   كذا في الأصل، ولعل الصواب: (السميساطية). (الناشر) تحفة الزمن.

الأعلام