جاري التحميل

أحمد السفرجلاني

الأعلام

أحمد السفرجلاني([1])

الشاعر المتفنن المرحوم أحمد السفرجلاني الدمشقي

أصله ونشأته: هو المرحوم أحمد بن عبد الله السفرجلاني الدمشقي، ولد بدمشق سنة (1818م)، نشأ في أسرة تمت إلى الأرومة الحسنية، جمعت بين العلم والأدب، والشرف والوجاهة والثراء، تلقى العلوم العصرية في عهده على علماء زمانه، فكان ذكيًّا نجيباً ينتسب إلى الخلوتية العمرية، ويقيم الأذكار والأوراد في المشهد السفرجلاني في جامع بني أمية.

فنونه: كان فناناً بارزاً له شأنه في المجتمع، يعزف على آلة العود، ذا صوت شجي.

وقد قيل بأنه كان من جملة الذين رافقوا القباني واشتغلوا بمسرحه التمثيلي بمصر، غير أني تتبعت الوقائع فلم أظفر بدليل قاطع على وجوده بفرقة أبي خليل القباني التمثيلية.

ومن موشحاته البديعة موشح من نغمة البوسليك، لم يذكر في رسالته وزن إيقاعه، وهو:

غصن بان قد تبدى

في علاه البدر بان

أخجل الأغصان تيهاً

وسبا الحور الحسان

قلت يا محبوب واصل

وانعطف فالصبر فان

ذاب قلبي من جفاه

هكذا قدر فكان

شعره: كان رحمه الله شاعراً مجيداً، وله مساجلات شعرية مع شعراء عصره، كثير الحفظ لأشعار العرب ونوادرهم، أما ديوانه الشعري فقد أهمل ويا للأسف ورثته صيانة آثاره الأدبية وتراثه الفني فضاعت، من شعره:

قد بدت تختال بالقد القويم

شمس حسن في دجى الليل البهيم

وغدا الكون يباهي طربا

بزفاف الطاهر الأصل السليم

بالتهاني قلت تاريخاً زها

زفت الشمس إلى بدر بسيم

أوصافه: كان رحمه الله يرتدي الجبة ويعتم بالعمة البيضاء، طويل القامة، نير الوجه، سريع البديهة والإلهام، صوفي الأخلاق، كثير البر لأهله والتصدق على الفقراء، اقترن بتسع زوجات طلق أكثرهن، أولاهن ابنة علي باشا المورلي صاحب سوق علي باشا بدمشق الذي هدم أخيراً، وهو جد الأديب الألمعي والمؤرخ الكبير الأستاذ مظهر العظمة لأمه، كان يسكن بحارة المفتي في حي سوق ساروجة، وهو مع رخاء عيشه وولعه بالفن الموسيقي لم ينقطع عن مذاكرة العلم واشتغال قلبه ولسانه بذكر الله تعالى.

وفاته: وفي سنة 1312ﻫ ـ 1893م توفي إلى رحمة ربه، وأثبت تاريخ وفاته على شاهدة قبره كذلك، ودفن في مقبرة الدحداح.

*  *  *

 



([1])   (أ) (1/ 218).

الأعلام