جاري التحميل

أحمد الشاكر أبو الصفا

الأعلام

أحمد الشاكر أبو الصفا([1])

(1701 ـ 1779م)

هو أبو الصفا أحمد بن عمر بن عثمان المعروف بالشاكر الحموي. استوطن دمشق وعاشر أعلامها، وذاع صيته لفضله وأدبه، كان في عهد الشيخ عبد الغني النابلسي الشاعر الصوفي الشهير، وكانت بينهما مودة وتفاهم، لأن المواهب لا يقدرهاإلا أهل الفضل والعبقرية، ولا يبخسها حقها إلا الحاسدون المتنكرون.

ومع أن النابلسي قد طغى بنبوغه على كل من عاصره من العلماء والشعراء فإنه كان ينظر إلى الشاعر المترجم بعين الإكبار والإعجاب، وهذه الأخلاق الفاضلة التي تحلى بها النابلسي هي التي أكسبته العظمة والتفوق على أعلام عصره كما هو مشهور.

شعره: كان شاعراً عظيماً، ذا قريحة فياضة وخلق متين، له ديوان شعر في ثلاثة مجلدات سماه (حانة العشاق وريحانة الأشواق)، وحبذا لو عني المجمع العلمي العربي بدمشق بطبع هذا الديوان وإخراجه إلى ميدان الأدب، وهذا نموذج من شعره الرصين:

دون ما أبتغيه غيل الدواعي

من دعاوي الهوى ونار الطباع

كلما قلت آن أن ألتقي الأمـ

ـن لقيت المخاف عند انقطاعي

تلك حال حيلت لديها الأماني

واضمحلت عنها صلاد المساعي

لا ترعني بالعتب إنك قد أسـ

ـمعت حياً إذا انت بالعتب داعي

إنما يقبل النصيحة من ير

غب منها سلامة الإسماع

وقد جنى أموالاً طائلة ممن امتدحهم بشعره أنفقها بصنعة الكيمياء التي تولع بها، وأضاع ثروته ومات فقيراً.

وفاته: لقد تتبعت أخبار هذا الشاعر فلم أظفر بتاريخ ولادته، ولما كان عاصر النابلسي فتكون ولادته سنة 1701م على وجه التقريب.

وافاه الأجل يوم الأربعاء غرة شهر صفر سنة 1193ﻫ ـ شباط سنة 1779م، ودفن في سفح قاسيون بدمشق، رحمه الله.

*  *  *

 



([1])   (أ) (2/ 44).

الأعلام