جاري التحميل

أحمد شاكر الكرمي

الأعلام

أحمد شاكر الكرمي([1]) 

عبقرية المرحوم أحمد شاكر الكرمي الفذة في النقد الأدبي

ولد الفقيد النابغة أحمد شاكر بن المرحوم الشيخ سعيد الكرمي في طولكرم سنة 1892م، وتلقى دراسته في مدراسها الابتدائية، ثم ذهب إلى مصر ودرس في الأزهر، وبعدها في الجامعة المصرية.

في ميدان الصحافة: كان محرراً في جريدة الكوكب المصرية بمصر، وقد دانت ليراعه لغة البلاغة والبيان فطارت شهرته، ثم ذهب إلى الحجاز بطلب من جلالة المغفور له الملك حسين، فكان محرراً لجريدة القبلة هناك، ولما انتهت الحرب العالمية الأولى عاد إلى دمشق، وكان أبوه الأجل نائباً لرئيس المجمع العلميبدمشق، فعين في وظيفة بإدارة الخط الحجازي، وأبى هذا النسر المحلق في سماء الأدب إلا أن يكون حرًّا طليقاً من قيود الوظيفة، فاستقال منها وحرر جريدة الفيحاء، وبعدها أصدر جريدة (الميزان) الأسبوعية الأدبية، وقد لقيت رواجاً عظيماً في الأوساط الاجتماعية العربية.

النقادة النابغة: لقد اشتهر بالنقد الأدبي، وكانت مواضيعه فيها كالصواعق، وقد وصفه الكاتب المصري الكبير المرحوم عبد القادر المازني فقال: «ويلٌ لأشواكالأدب من هذا المنجل العضب».

كان رحمه الله ناصع الأسلوب، ذا فكرة نيرة وجرأة متناهية، فهو بحق أمير النهضـة الأدبية، اشترك مـع بعض نوابـغ الأدبـاء وشكلوا جمعية الرابطة الأدبية بدمشق، وأصدروا مجلة لها، وقد اشتهر بتوقيع (قدامة)، ويضع النقد بعنوان «مفكرة المحرر»، وكان يتقن اللغتين العربية والإنكليزية، وهذا ما ساعده على ترجمة أبحاث وروايات موضوعة كثيرة.

وفاته: لقد اقترن الفقيد سنة 1925م ولم يعقب ولداً، وقد أفل نجمه الساطع وهو في عنفوان شبابه، وألحد الثرى بمقبرة باب الصغير بدمشق في سنة 1927م، وخسر الأدب بفقده ركناً بارزاً وحصناً منيعاً، وتبارى الشعراء برثائه، وفاضت قرائحهم بذكر مناقبه ومآثره الأدبية، وكتب شاعر العروبة الكبير الأستاذ محمد البزم على قبره هذين البيتين:

ثوى تحت هذا الثرى أحمد

فأودع في القلب نيرانه

وأسرع يبغي رضا ربه

وتاريخه ودَّ غفرانه

*  *  *

 



([1])   (أ) (1/369).

الأعلام