جاري التحميل

أحمد الكيواني

الأعلام

أحمد الكيواني([1])

(1565 ـ 1623م)

أصله ونشأته: هو أحمد بن حسين باشا بن مصطفى بن حسين بن محمد كيوان الشهير بالكيواني، وبنو كيوان بدمشق طائفة خرج منها أمراء وأعيان ونسبتهم إلى كيوان ابن عبد الله أحد كبراء أجناد الشام، كان في الأصل مملوكاً لرضوان باشا نائب غزة، ثم صار من الجند الشامي، وقد تطاول أمراء هذه الأسرة في الظلم وكان أشدهم طغياناً وتعسفاً الأمير المذكور فقتل في صبيحة يوم الخميس الثالث والعشرين من محرم سنة 1033ﻫ ـ 1623م، ودفن عند باب دمشق من أبواب بعلبك، وأرخ وفاته شيخ الأدب بدمشق أبو بكر العمري بقوله:

ولما طغى كيوان في الشام واعتدى

وأرجف أهليها وللظلم فصلا

فقلت لهم قروا عيوناً وأرخوا

ففي بعلبك قتل كيوان أصلا

ولد صاحب هذه الترجمة بدمشق في حدود سنة 1565م تقريباً حيث تبين من مراحل حياته أنه لم يعش أكثر من ثمان وخمسين سنة، نشأ بكنف والده وكان أمير الأمراء في حكومة القدس وعجلون وغيرهما، فتلقى العلوم والآداب على أعلام عصره، ولما شب رحل إلى مصر واستقام بها مدة سنتين، وطلب العلم.

رحلته إلى بلاد الروم: اشتهر المترجم بالعلم والأدب، فاصطحبه معه عثمان باشا الشهير بالخالصة إلى بلاد الروم، وكان شجاعاً مقداماً سخياً، ولما عاد إلى دمشق كان أمير الجند فوجدها مشحونة بالفتن وعبث الأشقياء، فجرد السيف وفتك بهم حتى استتب الأمن.

مؤلفاته: ألف كتاباً سماه (أنهار الجنان في آي القرآن) وله ديوان شعر صححه المرحوم عبد القادر بن الشيخ عمر نبهان، وطبع بدمشق سنة 1883م.

شعره: كان شاعراً وناثراً بليغاً، لم يمدح في ديوانه إلا بعض العلماء والأدباء واشتهر بجلوسه في حانوت بسوق الدرويشية بدمشق يجتمع عنده زمرة الأدباء، ومن غزله البديع قوله:

إذا ما نسيم الريح من نحوكم أسرى

أطار شرار النار من كبدي الحرى

أتت من رياض النيربين عشية

وقد حملت من عطر أرجائها نشرا

تكاد تعاطيني سلافة خمرها

ويقطر من أذيالها ماؤها قطرا

أحملها مني تحية وامق

وأبعث رسل الدمع في إثرها تترى

وبرق سرى والليل قد رق برده

فأسرى بقلبي نحوكم ونفى الصبرا

كأن مبادي الصبح ذيل غلاله

قد انغمست في أدمعي فبدت حمرا

كان يهوى الفنون ومجالس الطرب، ومن موشحاته البديعة قوله:

يا رياح الفجر من نحو الحمى

هجت لي لما تنسمت الطرب

كلما كفكفت دمعي انسجما

وإذا استنجدت بالصبر هرب

فأتتني عن حبيبي بخبر

وأسرَّته لقلبي فاستعر

وارتمت أحشائي منه بالشرر

كل من لام محبًّا أثما

وإذا ما غولب الحب غلب

كيف لا أهوى مليحاً كلما

لاح للبدر محياه غرب

فضح الغصن انعطافاً قده

خصره يمكن منه عقده

ثغره أحرق قلبي برده

*  *  *

 



([1])   (أ) (2/ 108 ـ 109).

الأعلام