إدوار خليل البستاني
إدوار خليل البستاني([1])
(1906م)
مولده ونشأته: هو إدوار بن خليل بن ملحم البستاني، ولد في دير القمر في 19 نيسان سنة 1906م، تلقى دراسته في مدرسة عنيطورة، ثم نال شهادة الحقوق من المعهد الفرنسي وانتسب إلى خدمة الدولة، وتدرج في المناصب حتى أصبح مديراً للشؤون الإدراية في وزارة العدل، ويعتبر من أبرز رجال القانون.
مواهبه: هو أحد أعلام الأسرة البستانية التي وهبها الله الذكاء والنباهة، انتدب في عام 1948م أثناء انعقاد مؤتمر الأونسكو في بيروت للقيام بمهام الترجمةبين الخطباء على اختلاف أجناسهم، وهي مهمة شاقة تدل على تضلعه في اللغتين العربية والفرنسية، وقد ذاع صيته ونال من التقدير والإعجاب ما تستحقه مواهبه الفذة.
الشاعر المتفنن: هو أديب وشاعر متفنن مجيد في نثره ونظمه، له مؤلفات قيمة رغم مشاغله الكثيرة، منها: 1 ـ رواية القبر والأمل. 2 ـ مناهج الترجمة. 3 ـ ترجم الكتاب الذهبي لجيوش الشرق. 4 ـ خواطر بسكال. 5 ـرحلة إلى الشرق للرحالة الشهير فولني. 6 ـ آلام فرتر، وقد جادت قريحته بمقالات وأبحاث شتى في مواضيع أدبية واجتماعية.
يمتاز المترجم في أسلوب نثره بالبلاغة والإيجاز لا أثر للتصنع فيه. له ديوان شعر ما زال مخطوطاً حافلًا بالقوافي البديعة، وقد تفتقت شاعريته وهو في زهوة العمر، ومن غزل هذا الشاعر الوجداني ما يدل على متانة شعره، وسمو وصفه، فقد عبر عن خلجات قلبه وشعوره في الحب في أنفة وشمم فقال:
أحبك حب الندى للزهر | وحب الشذا لشفاه السحر |
وحب الجفون لنور العيون | وحب العيون لنور البصر |
ولكن حبي أقل هناءً | وأكثر دمعاً وأنقى أثر |
وحب الغريب لوجه الحبيب | وحب الكئيب لوجه القمر |
وحب الشريد لواد بعيد | وحب الأقاحي لقطر المطر |
وبيني وبينك في مقدس السرْ | رِ ما بين ذوب الكرى والنظر |
عصارة نفسي ونهلة كأسي | على شفتيك رؤى وصور |
تجردت من عرض الشكل حتى | كأني حديث مضى أو خبر |
وإني لحن وجيع تعطَّـ | ـر من أنَّتَي ريشة ووتر |
فرشَّ نثار الخلود عليك | وفي مقلتيك عفا واستقر |
وقد أبدى هذا الشاعر المحلق رأيه في ضرورة التجديد في الأدب والغناء العربي، وسيكون لنزعته هذه أثرها البليغ في ميدان الأدب والفن.
* * *