جاري التحميل

أديل الخوري

الأعلام

أديل الخوري([1])

الخطيبة العربية الآنسة أديل الخوري

(1907م)

ليست الآنسة أديل الخوري بحاجة إلى تعريف، فهي أشهر من أن تعرَّف، فقد أسدت إلى القومية العربية أجل الخدمات في الحقل الاجتماعي والإنساني فيما وراء البحار، ومن حق مواهبها أن تخلد في هذا السفر التاريخي، فهي ابنة الشاعر العبقري المتفنن المرحوم داود قسطنطين الخوري الحمصي، الذي تتوج الجزء الأول من أعلام الأدب والفن بشرف الإهداء إلى روحه.

ولدت المترجمة في حمص 1907م، وتلقت دراستها في الكلية الأرثوذكسية الحمصية، ونشأت في أسرة علم وأدب وفضل، ولوالدها الأجل الفضل في تهذيبها وتثقيفها وتغذية مواهبها، نزحت إلى البرازيل مع أسرتها، وكان لوالدها أثر مشكور في توجيه المغتربين نحو الغايات المثلى، فقد ترأس النادي الحمصي المشهور مرات، ومن بعده شقيقها المأسوف على شبابه المرحوم توفيق، وما زال شقيقها المفضال السري السيد ألبيرتو الخوري في الرعيل الأول بين المغتربين في إسداء الخدمات القومية للوطن، وكذلك شقيقها الرياضي المشهور السيد عفيف، أما شقيقتها الكبرى الفاضلة السيدة مفيدة، فقد كان لها أبلغ أثر في تثقيف المترجمة وشقيقتها الصغرى المتفننة السيدة عفيفة.

مواهبها الأدبية: اشتهرت الآنسة أديل بمقدرتها الفائقة في مواقفها الخطابية المقرونة بروعة الإلقاء وسلامة التعبير، ومن أبرز مواهبها أنها إذا ارتقت ذروة المنابرواستوعبت في فكرها الموضوع الحي المناسب دون تحضير، انقادت لها اللغة وتدفق لسانها بالبيان الساحر، واسترسلت في إلقاء خطبها المرتجلة المتشعبة في أبحاثها المفعمة بالنبل والروح الوطنية الصادقة وبرزانة أصيلة موروثة، وقد اشتهرت في الآفاق العربية والأمريكية، وهي درة لامعة في الأندية والمجتمعات الراقية، تتحلى بالتواضع والأخلاق الفاضلة.

*  *  *

 



([1])   (أ) (2/524).

الأعلام