جاري التحميل

أسمهان الأطرش

الأعلام

أسمهان الأطرش([1])

فقيدة الفن مطربة الأرواح المرحومة السيدة أسمهان الأطرش

أصلها ونشأتها: هي شقيقة الموسيقار المشهور الأستاذ فريد الأطرش، ولدت هذه الفنانة العظيمة الشأن في السويداء بشهر آب سنة 1919م، وتربت بكنف والدتها التي كانت تعيش في مصر بعد انفصالها عن زوجها، فأحسنت رعايتها.

فنها وصوتها: هي ذات صوت شجي ساحر ورثته عن والدتها، وتلقت وشقيقها الموسيقار علم النغمة والأوزان على أعلام الفن بمصر، وكانت تأخذ عن أخيها ألحانه وتنشدها، وسجلت منها الكثير لدى شركات التسجيل، ومثلت الأدوار الرئيسية في الأفلام السينمائية مع أكبر الممثلين الفنانين كيوسف وهبي وغيره، فاشتهرت في الآفاق كالبدر في أفق السماء ومن أشهر قطعها الغنائية: ليت للبراق عيناً فترى، نويت أداري آلامي، أيها النائم، ليالي الأنس في فيينا، فرق ما بينا ليه الزمان، أنا اللي استاهل كل اللي جرى، رجعت لك يا حبيبي بعد الغياب، ومثلت رواية انتصار الشباب مع شقيقها فريد الأطرش.

وهب الله هذه الفنانة حنجرة صافية بسحر نبراتها الشجية المتموجة، يؤثر مغناها في القلوب فتهيم بأرواح السامعين إلى عالم السحر والخيال، كانت محط أنظار المجتمع الراقي وإعجابه بفنها الرائع وصوتها المؤثر وكرمها المأثور، وقد اقترنت بابن عمها الأمير حسن الأطرش الزعيم الدرزي المشهور، وتركت الغناء والتسجيل وأنجبت أنثى، ثم افترقا وعادت إلى ميدان الفن لتخرج للناس من آيات فنها وبديع شدوها ما يستلب الألباب، وبعدها اقترنت بالممثل المرحومأحمد سالم المصري.

إلى دار الخلود: وفي اليوم الرابع عشر من شهر تموز سنة 1944م بينما كانت تقل سيارتها الخاصة تدهورت فيها بترعة النيل، فقضت نحبها غرقاً وخرج السائق حيًّا، مما دعا للشك والتقول في هذا الحادث الأليم، وتلقى المجتمع نعيها بوجوم وأسف، وحزن عليها من يقدر مواهبها الفنية، وانتشلت جثتها من نهر النيل، وألحدت في ثرى القاهرة وهي في أوج صباها، وارتقت روحها إلى عالم الخلود.

*  *  *

 



([1])   (أ) (1/302).

الأعلام