جاري التحميل

أنطون الصقال

الأعلام

أنطون الصقال([1])

الأديب الشاعر والمتفنن البارع المرحوم أنطون ميخائيل الصقال

أصله ونشأته: هو المرحوم أنطون بن ميخائيل الصقال، انحدر من هذه الأسرة الكاثوليكية المعروفة بطيب أرومتها وعريق مجدها في حلب، وقد أنجبت أعلام الرجال في شتى الميادين، ولد في الثالث من شهر آذار سنة 1824م، تلقى دراسته في مدارس مالطة وعين ورقة بلبنان، وفي حلب، كان رحمه الله يجيد معرفة اللغاتالعربية والسريانية والإنكليزية والتركية تكلماً وكتابة، ويعرف كثيراً من الفنون العصرية والعلوم، ولما شب برزت عناصر نبوغه، وفي سنة 1854م شهد مواقع حرب القرم، فكان الترجمان الأول لقائد الجيوش الإنكليزية حينما ناصرت الحكومة الإنكليزية الدولة العثمانية في هذه الحرب ضد الروس.

شعره وفنه: كان شاعراً مجيداً، وأديباً ناثراً، وفناناً ألمعيًّا، جميل الصوت، ولعاً بالفن الموسيقي، يضرب بمختلف الآلات، وقد ألف مجموعة موسيقية ربط فيها الأغاني، تشبه كتابة خطوط الأنغام الموسيقية الفرنجية (النوطة)، ولم يعثروا عليها بين مخلفاته الأدبية والفنية الكثيرة.

له ديوان شعر، وروايتان إحداهما رواية غرامية أخلاقية نحا بها نحو حكايات ألف ليلة وليلة، وهي حكاية أحد ملوك الصين المسماة بالقاهرة مع الحسن البصري نجل الملك عبد الرحيم.

وله أناشيد باللغة التركية، وقد أقام في مدينة مالطة يصحح الكتب العربية في مطبعتها، ويدرس في إحدى مدارسها، ومن مؤلفاته كتاب الأسهم النارية، وهو رواية ضمنها بعض الوقائع المحلية، وله مقالات نشرها في الجرائد والمجلاتبأسماء مستعارة.

ومن شعره البديع قوله:

معان تعالت عن ذكاء وفطنة

مبان توارى كنهها عن بصيرتي

شؤون أبت أن يسبر العقل غورها

لذا لم أبت منها بغير السكينة

صروف جرت في كل فعل تقلباً

كما فجرت أمواه بحر المجرة

برت كل ما في عالم الكون فانبرى

لها قلم يجري بكل صحيفة

وقال رحمه الله ردًّا على حساده فأبدع وأجاد:

دنياك يا هذا ديار الزوال

فلا تكن فيها كظمآن آل

ومنها:

ورب أصحاب لقد حاولوا

أن يجعلوا بدر اكتمالي هلال

ما بالهم لا أصلحت حالهم

يرمون في قلب اليقين النبال

وهل يروع الوعل صم الصفا

مناطحاً والريح شم الجبال

والشمس هل تنحط إن حجبت

أنوارها يوماً بنقع القتال

وبعث إلى صديقه الأديب نصر الله الدلال بقصيدة غزلية هذه بعض أبياتها:

طاوعت فيه صبابتي فعصاني

وقليت فيه معنِّفي فسلاني

ما كنت أدري العشق يفعل بالفتى

فعل النسيم بأهيف الأغصان

حتى حثثت مطيتي نحو الهوى

ولويت عن نصح النصوح عناني

فركبت فلك صبابتي تيهاً على

لج النواح كنوح في الطوفان

وأفر من أقداح أحداق الظبا

فأرى الفؤاد مراتع الغزلان

فأروح بين جآذر بمحاجر

وكواعب بقواضب وحسان

ما لي وللعذال لا سلمت لهم

علل تقوم بفاسد البرهان

ومنها في المديح:

شهم إذا ما استل سيف يراعه

شمت الضلال يخر للأذقان

إن يرض للعليا الرضا فلطالما

نزلت إليه تود منه تداني

وكان إلى جانب علمه وشعره وفنه حسن الخط، وصياداً ماهراً، ومهندساً بارعاً، اشتهر بالأعمال اليدوية، وجاهد كثيراً في سبيل نشر العلم والعرفان، واهتم في نشر المجلات والجرائد حتى أقبل الناس عليها.

ويعتبر من رجال النهضة العلمية الأخيرة في الأمة المسيحية.

أوصافه وأطواره: كان رحمه الله زينة المجالس، مستقيماً في أطواره ونزاهته في معاملاته، أميناً وفيًّا، بارًّا بأهله ومعارفه، فصيح الكلام، قوي الحجة، مسموع الكلمة، إذا حكم عدل وأنصف، غير متردد، يحب المساواة، اجتهد في إزالة خرافات كثيرة من عقول الكثيرين، وكان رضيًّا، دمث الأخلاق، حسن المعشر، صادق الرواية، ثابت العزم لا يستصعب صعباً، إذا طلب أدرك أمانيه، غير هياب ولا محجم.

وفاته: وفي اليوم الثامن من شهر كانون الأول سنة 1885م انتقل إلى دار الخلود، وترك ذكراً عطراً واسماً خالداً بين فحول الأعلام والنوابغ. رحمه الله.

*  *  *

101/م ـ أنطون الصقال([2])

(1824 ـ 1885م)

مولده ونشأته:امتازت أسرة الصقال في حلب بالوجاهة والمجد العريق وقد أنجبت أفذاذ الرجال كانوا من أركان النهضة العصرية، الذين جاهدوا في سبيل نشر الثقافة وخدمة الإنسانية جهاداً يستحقون الخلود عليه.

ومن هؤلاء الفضلاء المرحوم أنطون الصقال.

مولده ونشأته: هو ابن ميخائيل الصقال، ولد بحلب في 3 آذار سنة 1824م وتلقى علوم عصره في مدارس حلب ومالطة وعين ورقة بلبنان، ونبغ فيها، وأتقن اللغات العربية والتركية والإنكليزية والسريانية.

مراحل حياته: أقام في جزيرة مالطة مدة يدرس في مدارسها، ويصحح الكتب العربية في مطبعتها، ولما وقعت الحرب في القرم سنة 1854 بين روسيا وتركيا عن مترجماً لقائد الجيوش الإنكليزية التي ناصرت الأتراك في حربها، وشهد بعض مواقعها الحربية.

آثاره الأدبية: كان شاعراً مبدعاً، وناثراً مجيداً، فصيح الكلام، لمع اسمه في الأواسط العلمية والأدبية لفرط ذكائه وفضله ونبله، ونشر كثيراً من أبحاثه في الصحـف والمجـلات، وكانت بينـه وبيـن الشاعرين فرانسيس مراش ونصر الله الدلال وغيرهما مـن شـعراء عصـره مساجلات ومطارحـات أدبيـة كثيـرة. وله ديوان شعر مخطوط، ومن بديع شعره قصيدة بعث بها إلى صديقه الشاعر الأديب نصر الله الدلال نقتطف منها قوله:

طاوعت فيه صبابتي فعصاني

وقليت فيه معنِّفي فسلاني

ما كنت أدري العشق يفعل بالفتى

فعل النسيم بأهيف الأغصان

حتى حثثت مطيتي نحو الهوى

ولويت عن نصح النصوح عناني

فركبت فلك صبابتي تيهاً على

لج النواح كنوح في الطوفان

يلقى رسول الفرع فيَّ ضلالة

وأرى الهدى يتبلج الفرقان

فنونه: كان ذا صوت حسن، عليماً بأسرار الفن والإيقاع، يعزف على أكثر آلات الطرب، ومن آثاره الفنية كتاب سجل فيه كثيراً من الأغاني والقدود العربية والتركية بالنوطة في عصر كان فيه علم النوطة مجهولاً بين الناس، وروايتان إحداهما أخلاقية غرامية والأخرى اسمها (الأسهم النارية)، ونالتا الاستحسان والإعجاب.

وكان مهندساً بارعاً، ذا خط بديع، وقد أنجب ميخائيل، وكان شاعراً ألمعيًّا، وهو مؤلف (طرائف النديم في تاريخ حلب القديم).

وفاته: وفي اليوم الثامن من شهر كانون الأول سنة (1885م) رحل إلى عالم الخلود.

*  *  *

 



([1])   (أ) (1/ 306 ـ 307).

([2])   (أ) (2/ 20).

الأعلام