بديع محسن الجدا
بديع محسن الجدا([1])
العازف المتفنن الأستاذ بديع محسن الجدا
هو السيد بديع بن المرحوم محسن الجدا، ولد بحي ساروجة بدمشق سنة (1879م)، نشأ أميًّا لا يعرف القراءة والكتابة، وتلقى وهو في الخامسة عشر من عمره العزف على آلة العود والموشحات وأوزانها على الفنان المرحوم أحمد السفرجلاني الدمشقي، وكان والده فناناً لامعاً، ومنشداً جميل الصوت، وضابطاً للإيقاع في المسارح، وشقيقه المرحوم شكري عازفاً بارعاً على القانون.
سفره مع القباني إلى مصر: ولما حضر أبو خليل القباني من مصر إلى دمشق أخذ المترجم ووالده وشقيقه إلى مصر، واشتغلوا في مسرحه التمثيلي الواقع في شارع العتبة الخضراء بالقاهرة مدة ثلاث سنوات ونصف، ثم تركوا العمل وعادوا إلى دمشق في سنة 1887م.
سفره إلى الأستانة: وسافر المترجم مع الأسرة إلى استانبول وسكنوا بمحلة نيشان طاي مدة ثلاث سنوات، واشتغلوا في حفلات الطرب والأفراح الخاصة، واستفاد من الفن التركي الشيء الكثير.
ولما وقعت مذبحة الأرمن في استانبول خافت هذه الأسرة على حياتها فعادت إلى دمشق.
يعتبر المترجم من أبرع العازفين المشهورين على آلة العود، وقد اشتغل مع العازف المشهور المرحوم عمر الجراح، واجتمع بمصر بأشهر فنانيها كعبده الحمولي، والشيخ يوسف المنيلاوي، ومحمد عثمان، واشتغل بمسرح أبي العلاء الفنان المصري والشيخ إدريس، واشتغل بحلب مدة سنة واحدة مع العازف على الكمان الأستاذسامي الشوا والحاج عمر البطش الفنان الحلبي المشهور.
كان المترجم بهي الطلعة، يضرب المثل بجماله الفاتن، والآن وقد هدته الشيخوخة فمن واجب نقابة الموسيقيين بدمشق أن تعنى بأمره وأمثاله من الفنانين الذين ينتظرون أجلهم المحتوم ويعيشون بالذكريات، وقد قسا عليهم الدهر بالأسى والحرمان.
* * *