بطرس بن سليمان البستاني
بطرس بن سليمان البستاني([1])
بطرس البستاني
(1898م)
مولد ونشأته: ولد بطرس بن سليمان حسن أفرام البستاني في دير القمر سنة 1898م، تلقى علومه في مدرسة الأخوة المريميين في بلدته، نشأ عصاميًّا، فكان لوفرة ذكائه وقوة إرادته واعتداده بنفسه أبلغ الأثر في مراحل حياته، إذ أكب على الدراسة بذاته، وأخذ على أستاذ خاص في بعبدا وبيروت، وقد تشعبت مواهبه بين الأدب العربي والفرنسي، وأخذ يكتب في الصحف اليومية، ويساجل الكتاب والشعراء في الأدب.
مواهبه: أنشأ في سنة 1923م جريدة (البيان) الأسبوعية، وهو في الخامسة والعشرين من عمره، فكانت من أبرز الصحف الأدبية والسياسية التي ظهرت في عهد الانتداب الفرنسي، ولبثت تصدر مصورة إلى أن حجبها سنة 1930م، وكان يعالج فيها القضايا السياسية والاجتماعية بصدق وجرأة، وكانت منبراً للفنون الأدبية من شعر وقصة وبحث، واشتهر صاحبها بنقده الجريء لكبار الشعراء والكتاب.
ومنذ سنة 1936م تولى تدريس الأدب العربي والفلسفة العربية في مدرسة أخوة المدارس المسيحية في بيروت حتى سنة 1930م، ثم درَّس الأدب العربي في معهد الحكمة، ونشط إلى تأليف كتابه (أدباء العرب)، فاضطر إلى حجب البيان ليتمكن من الاضطلاع بأعباء التدريس والتأليف.
آثاره: أخرج الجزء الأول من أدباء العرب سنة 1931م، يبحث في الجاهلية وصدر الإسلام، وتلاه الجزء الثاني سنة 1934م مشتملاً على آداب العباسيين، ثم الجزء الثالث سنة 1937م في الأدب الأندلسي وعصر الانبعاث، وفي سنة 1948م ضم إلى أدباء العرب منتخباتهم في الأعصر العباسية، وأخرج كتاباً جمع فيه طائفة شائقة من آثار الشعراء والكتاب، تمتاز عن جميع ما ظهر من مختارات الأدب العربي بما فيها من الشكل والتصحيح والتدقيق اللغوي وتفسير الألفاظ والمعاني. وأدباء العرب أول كتاب من نوعه، وقد أسهب في نقد آثار الأدباء، وفي تحليل ميزات العصور الأدبية والتاريخية، وأول كتاب جعل الغزل من مواد التدريس، وأخرج كتاب (معارك العرب)، ظهر سنة 1944م، وأبحاثه تتناول أشهر المعارك التي نشبت بين الدول العربية والأعجمية منذ صدر الإسلام حتى زوال الخلافة العربية.
وأخرج سنة 1944م كتاب (الشعراء الفرسان)، عالج فيه موضوعاً خاصًّا في الأدب العربي، وهو شعر البطولة في العصر الجاهلي، وآداب الفروسية وحياة شعرائها، واختتم الكتاب بفصل في آداب الفروسية الغربية، مظهراً ما بينها وبين الفروسية العربية من أوجه الشبه والخلاف، وقد غمر الجو الأدبي أبحاثه.
امتاز المترجم بالحرص على حسن الصياغة وطلاوة التعبير، وإشراق الديباجة، وتوقيع الألفاظ في كل أبحاثه.
* * *