جاري التحميل

بطرس بن يوسف البستاني

الأعلام

بطرس بن يوسف البستاني([1])

الخوري بطرس البستاني

(1876 ـ 1933م)

هو ابن يوسف ريشا البستاني، ولد في دير القمر سنة 1876م، وتعلم في مدرسة المرسلين اللبنانيين، ثم انتقل إلى مدرسة (قرنة شهران) فعين مدرساً ثم مديراً لها، وبعدها رسم كاهناً، وهبط بيروت وأقام فيها مدة طويلة يدرِّس الخطابة والبيان في الكلية اليسوعية ومدرسة الأخوة المريميين، وتخرج عليه عدد غفير من الطلبة.

مواهبه: كان عالماً كبيراً، وكاتباً بليغاً، وشاعراً مجيداً، امتاز بمتانة الأسلوب ودقة التعبير وحسن التصوير، وسار والمنفلوطي على أسلوب واحد رائع في وصف الطبيعة والكائنات، إلا أنه يمتاز عنه بأصول اللغة، وقد تولى تحرير عدة مجلات وجرائد، ونشر فيها المنظومات الشائعة والمقالات الرائعة، وألف كتباً عديدة، وهي: 1 ـالسنابل. 2 ـ الرسائل العصرية. 3 ـ داود الملك. 4 ـ مجموعة جواهر الأدب في ستة أجزاء. 5 ـ مقدمة البستان للمرحوم الشيخ عبد الله البستاني، وصرف حياته في الإنشاء والتدريس والعمل في حقل العلم والأدب.

شعره: وهذه قصيدة نظمها بعنوان من المهد إلى اللحد، يصف بها مراحل الطفل والصبي والشباب والكهل والشيخ وصفاً شيقاً، وهي تدل على امتلاكه ناصية القوافي:

على صفحات العمر خطت يد الدهر

عظات لدى الذكرى تسطر بالتبر

عرفت بها سر الحياة وكنهها

وما تحتوي الدنيا من الحلو والمر

فما العمر إلا مرحلات نجوزها

على الشوك أحياناً وحيناً على الزهر

تشيد لنا الأحلام برج سعادة

فتنسفه الأيام بالنُّوب الحمر

ومهد به نام الصغير مقمطاً

كأني به العصفور يرقد في الوكر

يريد حراكاً والقماط يصده

فيلبث مغلول اليدين على قسر

وليس له شكوى سوى عبراته

فتنثرها عيناه درًّا على النحر

إذا هز صوت الطفل مهجة أمه

فبرق الهوى ما بين قلبيهما يجري

تناغيه نشوى من ملامح وجهه

فيصغي إلى أنغامها باسم الثغر

وتنشده شعر الهوى فيعيده

بلهجته العجماء شعراً من السحر

بمرآه يغدو السهد أشهى من الكرى

إليها وجنح الليل أزهى من الفجر

تراه بمرآة الغرام كأنه

أخو البدر أو أبهى ضياء من البدر

وطوراً تخال الدهر ينضو حسامه

على غصنه المياس في زهرة العمر

ويصف مراحل حياة الشيخ فيقول:

ألا إن رأي الشيخ أنفع للورى

من العضب في كف الفتى الباسل الغر

ومنها:

فتبًّا لدنيا يغمر الناس همها

ولذاتها فيها عصير من الصبر

إذا شئت أن تحيا حليف سعادة

فأعرض عن الدنيا وأقبل على البر

وفاته: وفي عام 1933م رحل إلى عالم الخلود، وترك ذكراً جميلاً في أفئدة أبناء وطنه.

*  *  *

 



([1])   (أ) (2/ 260 ـ 261).

الأعلام