جاري التحميل

بلو اليسوعي

الأعلام

بلو اليسوعي([1])
حلقة المستشرقين
الأب بلو اليسوعي
(1822 ـ 1904م)

مولده ونشأته:ولد في غرة آذار سنة 1822م في (لوكس)، وهي بلدة من ولاية برغنديا في فرنسا، وقد حمله تقاه وزهده أن يهجر العالم بعد دروسه الأولى في مدرسة (ديجون) الإكليريكية، وانتظم في سلك الرهبانية اليسوعية في 18 حزيران سنة 1842م، وذهب إلى بلاد الجزائر، وعلم في دير (ابن كنون) بعض الأولاد الذيننفتهم الحكومة من فرنسا لسوابقهم، وفيها درس اللغة العربية، ثم عاد إلى فرنسا ودرس في دير قلس الفلسفة والرياضيات مدة ثلاث سنوات، فبرع بها، ونال الشهادة في فنون الآداب القديمة.

وفي سنة 1852م سيم كاهناً، فكان قدوة الرهبان، وشعاره (صل واشتغل).

مؤلفاته: وجاء إلى بيروت في أول خريف عام 1864م، فأفرغ همته في إتقان اللغة العربية، وعهد إليه بإدارة المطبعة، فكان يقرأ كل مسودات مجلة الشرق الشهيرة، وألف مجموعة ذي خمسة أجزاء من الكتب المدرسية لدراسة اللغة العربية بمساعدةاللغوي الشهير الشيخ إبراهيم اليازجي، وهي: 1 ـ كتاب (نخب الملح)، وله كتب دينية، وقضى أربعين سنة في التأليف، وأدى للآداب الشرقية خدمات ندر مثلها، واستحق شكراً خاصًّا من المستشرقين بما وضع لهم من التآليف لدرس اللغة العربية وتعريب معضلاتها، وأثنوا على مصنفاته الجليلة، منها: 2 ـ معاجمه الثلاثة (الفرائد الدرية في اللغتين العربية والفرنسية) 3 ـ قاموسه المطول الفرنسي والعربي فـي جزأين مع مختصره، وأصبحت هذه المؤلفات تدرس في الكليات الأوروبية، 4 ـ مؤلفه الفرنسي في مبادئ اللغة العربية.

لقد كان جباراً في جهوده العلمية ومطالعاته ودراساته، وكان بصفته مديراً للمطبعة ينظر في كل المطبوعات ويصلح ملازمها، وهو شغل ممل لا يعرف ثقل وطأته إلا من عاناه، وقد لزم هذا العمل مدة نيف وثلاثين سنة دون سأم ولا كلل، وغايته النبيلة خدمة العلم والثقافة الشرقية.

كان متواضعاً وواعظاً مرشداً ينطق بالمعاني السامية، وقد بلغ شيخوخة طيبة، ومع ما كان يكابد قبل وفاته بأشهر من ثقل العمر وأسقامه كان مثابراً على جهوده العلمية، ولما أحسن بقرب منيته استقبلها بكل ارتياح.

وفي الرابع عشر من شهر آب سنة 1904م انطفأ سراج حياته.

*  *  *

 



([1])   (أ) (2/310 ـ 311). 

الأعلام