جاري التحميل

بولس البستاني

الأعلام

بولس البستاني([1])

الخوري بولس البستاني

(1878م)

هو ابن راشد يوسف وابن شقيقة النابغة المرحوم سليمان البستاني، ولد في الدبية سنة 1878م، تلقى دروسه السريانية والعربية واللاتينية والإيطالية والعبرية واليونانية في مدرسة مارعبدا، وألمَّ بالفرنسية والإنكليزية، ونال شهادة الدكتوراه بالفلسفة، وسيم كاهناً سنة 1905م.

آثاره: ترجم عن الفرنسية رواية (قدوة الحسان في ابنة رولان)، ورواية (فتاة الناصرة) والروايتان مطبوعتان، وله (حديث نابليون) يوم كان منفيًّا في جزيرة القديسة هيلانة، وشرع في تأليف كتاب عنوانه (مقدمة علم المباني)، وهو بحث في الفلسفة اللغوية، وفي كيفية نشوء اللغات البشرية، وبحثه هذا يختلف كثيراً عن أبحاث غيره من الذين طرقوا هذا الموضوع، وكان قد بدأ بوضع معجم حديث، فحالت ظروفه دون إتمامه، والأمل أن تتيح له الظروف لإنجاز ما وضعه لينضم إلى آثار البستانيين المفيدة الخالدة.

أدبه: نظم قصائد كثيرة، يمتاز شعره بقوة الإبداع والبلاغة في الوصف، ومن نظمه قصيدة رائعة بعنوان (الشعر شعور من شاعر إلى شاعر)، وهي طويلة نقتطف منها قوله:

يا مليكاً في كل أمر تحكم

عَدِّلِ الحكم فهو ليس بمبرم

هاج نفسي والنفس ذات شعور

منك نظم نظامه بات محكم

أنت للقلب خير آس ولكن

خفف الجسَّ فالفؤاد تألم

ليس من حاجة إلى ترجمان

حيثما الطب بالإشارة يفهم

إن بيتاً من أسود الشَّعر أبهى

من قصور عمادها قد تهدم

أنت يا شعر في النفوس شعورٌ

وشعار النفوس إن يعلُ مَعْلم

ومنها:

أنت في الليل ظلمة وقتام

أنت نور إذا النهار تبسم

أنت في البرق خطفه وسناه

أنت في الرعد قصفة لن تهزم

أنت في النار قبسة وشرار

وأوار ولهبة تتضرم

ومنها:

أنت في الكأس شمس راح تجلت

أنت في الراح روح صبٍّ متيَّم

ومنها:

أنت في العين دمعة وسهام

 

تترك القلب بالهموم مسهَّم

 

أنت في الثغرة درة وابتسام

فاق حسناً من روعها كل مبسم

أنت في القلب لهبة وضرام

أنت في الحب والتغزل أضرم

أنت نظمي يا شعر إن كان نظمي

ينصف الشيء وصفه دق مغرم

ومن تخميسه قصيدة بعنوان (الناس أطوار) ومطلعها:

الناس في سبل الهدى أطوار

ولكل عين نظرة ونظار

يقضون ما تقضي به الأوطار

فيقررون ولا يقر قرار

ويقدرون فتضحك الأقدار

ومنها:

كل يروم من الحياة مرامه

لا ينثني عما يلوح أمامه

فيصول ذا ويسلُّ ذاك حسامه

ويجول ذلك ناشراً أعلامه

ويقدرون فتضحك الأقدار

ومنها:

كل يقول (أنا) فحسب إذا انتمى

فكأنه روح الوجود توهما

ولو أنهم عدلوا لهان وإنما

يتمايلون تحاسداً وتهضما

ويقدرون فتضحك الأقدار

ومنها:

كم من أناني على العرش استوى

يقضي ويمضي كيفما شرع الهوى

كم عابث بالحق جاد وما ارعوى

يستنفذون بسعيهم كل القوى

ويقدرون فتضحك الأقدار

 

p  p p

 

 


 



([1])   (أ) (2/ 261 ـ 262).

الأعلام