جرجي مرقس الدمشقي
جرجي مرقس الدمشقي([1])
الشاعر المؤلف جرجي مرقس الدمشقي
أصله ونشأته: ولد جرجي بن إبراهيم بن جرجي مرقس بدمشق سنة 1844م، وبينهم وبين أسرة مرقس في اللاذقية قرابة، تعلم القراءة على المرحوم الخوري نعمة الفرا، ومبادئ اليونانية على ديمتري الإزميري، ودرس مبادئ الصرف والنحو على المعلم يوسف العربيلي، والموسيقى الكنائسية على المعلم يوسف الدوماني.
وأرسله والده إلى ابن عمته ديمتري شحادة بالقسطنطينية ليتم علومه، فدخل في مدرسة (الجمنس الكبرى)، وتعلم اللغة التركية.
سفره إلى روسيا: وبعد إقامته في مدرسة الجمنس مدة سنة ونصف سافر بتاريخ 1860م إلى روسيا لإكمال العلوم في سيمنار بطرسبرج، وأقام فيه مدة أربع سنوات، وبعدها دخل مكتبة بطرسبرج، واعترف المترجم بمذكراته أن أحواله المادية كانت ضيقة ولا يحب التذاكر في وضعه الحرج، ولمع نجمعه فساعدته إدارة المدرسة بإعانة شهرية تحسنت فيها أحواله المادية، ودعي لتعليم البرنس كالستين، وأنهى دروسه في الكلية سنة 1871م.
مواهبه: وبرزت مواهبه فعين أستاذاً في مدرسة لازروف في موسكا، كان شاعراً وأديباً وفناناً موهوباً، وقد خصصت له الإمبراطورة ماريا قرينة إسكندر الثاني راتباً سنويًّا ضخماً، ثم انتقل إلى تعليم اللغة العربية وآدابها في كلية بطرسبرج، وتعرف على القيصر إسكندر الثاني، وخدم مدة ثلاثين سنة حتى أحيل إلى التقاعد سنة 1901م، وأصبح مستشاراً فعليًّا للدولة.
خدماته الاجتماعية: لقد اشتهر أمره في الأوساط الروسية، فكان عضواً في جمعيـة العاديـات الإمبراطوريـة فـي موسكا، وجمعية التاريخ والآثار، والجمعية الفلسطينية، والأكاديمية الروحية في موسكا، وجمعية الرفق بالحيوانات، وأوقف مبلغاً لجمعية الرفق بالحيوان يعطى ريعه سنويًّا جائزة لمن يخلص حيواناً من قساوة البشر.
مؤلفاته: تبلغ عدد مؤلفاته المطبوعة ستة عشر مؤلفاً، منها رحلة البطريرك مكاريوس، وترجم قسم الديوان المنسوب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وخطاباته، ومعلقة امرئ القيس مع مقدمة وحواشي تفسيرية عديدة إلى اللغة الروسية، وألف عن الدروز وأصلهم ودينهم.
ولما كان المجتمع العربي لا يعرف شيئاً عن المترجم فقد استطعت العثور على بعض معلومات من مجلة المقتطف التي كانت تنشر أخباره.
وفي أواخر حياته أنعم عليه القيصر الروسي بأعلى وسام في الدولة، فلما قدمه الوزير الروسي إليه بكى لأنه غير متزوج ولا ولد له يرث أمواله وامتيازاته.
وفاته: وفي اليوم التاسع من شهر شباط سنة 1911م انتقل إلى عالم الخلود في بلدة زحلة اللبنانية، ونقل جثمانه إلى دمشق في قطار خاص، وشيعه الوالي والعظماء، ودفن بالمقبرة الأرثوذكسية بدمشق، ومما يجدر ذكره أن متروكاته الأدبية وأوسمته الضخمة وثروته الفخمة بقيت في روسيا.
* * *