جميل لوقا الحمصي
جميل لوقا الحمصي([1])
العصامي الكريم السيد جميل لوقا الحمصي
ولد السيد جميل بن المرحوم الدكتور كامل بن سليم لوقا في حمص سنة 1902م، وتلقى دروسه في الكلية الوطنية الأرثوذكسية، ولما أغلقت المدرسة بسبب الحرب العالمية الأولى ترك الدراسة واعتنى بشؤون العائلة خلال غياب والده وشقيقه الكبير السيد بهيج في الخدمة العسكرية.
وفي سنة 1921م هاجر إلى الأرجنتين وبقي فيها حتى آخر سنة 1938م، ثم حضر إلى البرازيل وتعاطى التجارة فنجح بفضل نشاطه وعصاميته، وفي آخر سنة 1943م اقترن بالآنسة الفاضلة عفيفة بنت العبقري المعروف داود قسطنطين الخوري.
والده الدكتور كامل لوقا:
لا يسعني وقد مررت بتاريخ حياة المترجم إلا التحدث عن هذه الأسرة الفاضلة لوجاهتها ومكانتها الاجتماعية في حمص، ولد المرحوم كامل بن سليم لوقا في حمص بتاريخ 25 كانون الأول سنة 1867م، ونال الشهادة الطبية من الجامعة الأمريكية سنة 1889م، وسافر للأستانة وتخرج من الجامعة الطبية التركية سنة 1899م، واقترن بالآنسة نبيهة نوفل الحموي سنة 1894م، وأنجب:
بهيج: ولد في حمص سنة 1895م، وتزوج بليلى بنت عبده محيش، وأنجب: عائدة، هند، كميل، وديعة، وديع، فؤاد، ودلال.
ليديا: اقترنت بالسيد ميخائيل أورفلي الوجيه الحمصي والمثري الكبير في الأرجنتين، وهي متخرجة من المدرسة الأمريكية في بيروت.
عفيف: تخرج من الجامعة الأمريكية واقترن بالآنسة ليلى بنت المرحوم حبيب عبود في الأرجنتين، وأنجب أربعة أولاد.
صبحي: تخرج من المدرسة اليسوعية في عاليه بلبنان، واقترن بالآنسة عائدة بنت عارف الحموي، وأنجب ثلاثة أولاد.
إيفون: درست في مدارس حمص واقترنت بالسيد جوزيف بن ميخائيل العاقل في الأرجنتين.
أديب: ما زال عازباً. والكل يتعاطون أعمال التجارة.
وفاة عميد الأسرة: وفي 18 نيسان 1935م ودعت حمص إلى مرقدها الأبدي فقيدها الغالي الذي قدم عن طريق الطب أجل الخدمات الإنسانية وترك ذكراً حسناً بمناقبه الحميدة، كان رحمه الله ذا هيبة ووقار، مرهف الملامح، وفيًّا صادقاً في عمله، وقد رثاه العلامة المرحوم طاهر الأتاسي مفتي حمص فقال:
صاح ليست تجارة المرء إلا | عمل صالح ليوم يعيده |
قدر هاجم الطبيب النطاسي | وهو فوق الأقدار يسطو حديده |
كامل الوزن في مقال وفعل | حسبما يشتهي العلا ويريده |
هل له راحة المسيح أفاضت | سرها والآثار منها شهوده |
كان وعد الزمان نفعاً وخيرا | مذ فقدناه حل فينا وعيده |
وعيون غدون قطع سحاب | زفرات القلوب منا رعوده |
كل ميت يمضي ويفنى وهذا | بانتشار الذكر الجميل خلوده |
وسمته تلك المزايا فأرخ | وسم بدر باللحد غابت سعوده |
وقد كان لهجرة أبناء الفقيد بأجمعهم إلى الأرجنتين أبلغ الأثر في نفوس مواطنيهم، فقد قطعوا كل صلة بوطنهم، لا تجول في أرواحهم إلا الذكريات والحنين ورمز حمص الخالد.
* * *