جميل معلوف
جميل معلوف([1])
(1879 ـ 1951م)
هو ابن إبراهيم باشا بن نعمان المعلوف، ولد في زحلة سنة 1879م، ودرس في الكلية الشرقية بزحلة، ثم هاجر إلى نيويورك حيث أسس مع عمه يوسف بك نعمان المعلوف سنة 1899م جريدة (الأيام)، وجاهدا فيها ضد الاستعمار التركي، وكان من زملائه ورفاقه جبران وشبل دموس والريحاني، ثم ترك أمريكا سنة 1914م وعاد إلى لبنان، ومنها إلى باريس حيث تعاطى التجارة ما بين باريس والبرازيل مع إخوانه فيها، وقد اقترن سنة 1907م من امرأة كندية.
آثاره: ألف تركيا الفتاة، وهو من الكتب القيمة التي اعتمد على آرائه فيها مصطفى كمال أتاتورك في تطوير تركيا الجديدة ووثبتها التقدمية الحاضرة، وقد ترجم كتابه هذا إلى اللغة التركية، وألف (حقوق الإنسان)، وعرب عن التركية رسالة (وصية فؤاد باشا السياسية)، وله مقالات مطولة وأبحاث تربوية واجتماعية وسياسية نشرت في شتى صحف البلاد العربية، وله ترجمات كثيرة مفيدة عن الفرنسية والإنكليزية والتركية والبرتغالية التي كان يتقنها جميعاً، وكان عضواً بارزاً في الجمعية اللامركزية.
وطنيته: لقد خدم القومية العربية وأقض مضاجع السلطان عبد الحميد بما كان ينشره في جريدته الأيام مع عمه يوسف المعلوف، وكان كاتم السر للجمعية اللامركزية، ويعتمد عليه الشهيد عبد الحميد الزهراوي.
محنته: وفي سنة 1915م أمر جمال باشا السفاح التركي بتوقيفه في السجن، وكانت جريدة الأيام موجودة لدى جمال باشا وهي كافية لإدانته، وقد نال من التعذيب والتنكيل ما لا يحتمل، حتى أُصيب بانحلال عصبي، وقد أفتى شيخ الإسلام بعدم جواز شنق المعتوه، فبقي في العصفورية، وخصص سبعة عشر طبيباً أغلبهم من الأتراك لمراقبته وفحصه، واختلف الأطباء في مسؤوليته عن أعمالهالوطنية، وقد اطلع جمال باشا على مؤلفه القيم عن تركيا الجديدة فأعجبه، وبقي في العصفورية حتى سنة 1917م، ثم أطلق سراحه واعتزل في منزله.
شعره: كان شاعراً مجيداً، وله قصائد كثيرة ضاع أكثرها بسبب سجنه وتعذيبه.
وفاته: وفي آخر شهر كانون الثاني سنة 1951م وافاه الأجل، فدفن في زحلة، وأعقب كريمة واحدة.
كان طويل القامة، كريماً وفيًّا، شهماً نبيلاً.
ويؤسف المؤلف أنه لم يستطع الحصول على ترجمة أخيه الشاعر المغترب (فدعة).
* * *