جاري التحميل

جورج حداد الحمصي

الأعلام

جورج حداد الحمصي([1])
الأديب الكبير والمؤلف الألمعي الأستاذ جورج حداد الحمصي

أصله ونشأته: ولد الأستاذ جورج بن مرعي بن توما ـ والدته زاهية بنت حبيب إسكندر ـ في حمص سنة 1910م، وأسرة الحداد حمصية الأصل انحدرت من أشراف الغساسنة، درس هذا النابغة في مدرسة البروتستانت بحمص وفي كلية حمص الوطنية في عهد رئيسها الأستاذ حنا خباز، ونال الشهادة الإعدادية سنة 1923م، ثم درس اللغة الفرنسية وبرنامج الكفاءة مدة سنتين.

وفي سنة 1925م دخل كلية الآداب والعلوم في جامعة بيروت الأمريكية، وتخرج سنة 1929م بدرجة بكلوريوس في العلوم، وأثناء الدراسة تخصص في التاريخ والعلوم السياسية، وكتب بالإنكليزية عن «فتح العرب للشام» نال عليها جائزة تبرع بها عالم أمريكي لمن يكتب أحسن موضوع في التاريخ الشرقي، وترجمت الرسالة إلى العربية وطبعت عام 1931م، وفي سني 1929 ـ 1932م درَّس التاريخ والجغرافيا والترجمة في المدرسة الأمريكية في رام الله (بفلسطين).

إيفاده إلى فرنسا: ودخل مسابقة للإيفاد إلى فرنسا للتخصص على نفقة وزارة المعارف فنجح في المسابقة وأوفد، وبقي مدة سنتين في جامعة باريس، من 1932م إلى 1934م، وحصل على ليسانس في الآداب مع الاختصاص في التاريخ والجغرافية، وكذلك حصل على شهادة مدرسة اللغات الشرقية في باريس.

إيفاده إلى شيكاغو: وبرزت مواهبه واشتهر اسمه في الأوساط الثقافية، فأوفدته وزارة المعارف إلى جامعة شيكاغو للاختصاص في التاريخ القديم، وبقي ثلاث سنوات في الولايات المتحدة، منذ بدء سنة 1947م إلى نهاية 1949م، وقد عني بدراسة التاريخ القديم والحضارات الشرقية واللغة اليونانية القديمة والسريانية والآرامية، ونال لقب دكتور في الفلسفة (قسم التاريخ الشرقي) بدرجة الشرف من المعهد الشرقي في جامعة شيكاغو.

رحلاته: قام برحلات مختلفة في مناطق سورية وشرقي الأردن وفلسطين ومصر، وأثناء الدراسة في باريس تجول في النمسا وغربي ألمانيا وجنوبيها وإسبانيا، وزار متاحف هذه البلاد وكتب عنها في الصحف والمجلات، وقام بسياحة في الولايات المتحدة وفي المكسيك في سنة 1952م لزيارة أهل زوجته والوقوف على أحوال الجاليات العربية في أمريكا اللاتينية، وألقى عدة محاضرات عن حضارة سورية والشرق الأدنى في الجمعيات العلمية في الولايات والمكسيك.

وظائفه التدريسية: درَّس التاريخ والجغرافية والترجمة في المدرسة الأمريكية برام الله (فلسطين)، وبعد عودته من فرنسا درَّس التاريخ والجغرافية في مدرسة تجهيز حلب، ثم عيِّن مفتشاً للمعارف في محافظة حلب سني 1939 ـ 1943م، ثم نقل إلى دمشق وبقي حتى إيفاده إلى الولايات المتحدة، وبعد عودته من الولايات المتحدة سنة 1949م عيِّن أستاذاً للتاريخ في كلية الآداب بالجامعة السورية، ثم أصبح رئيساً لقسم التاريخ في الجامعة نفسها.

مؤلفاته: يعتبر المترجم من ألمع الحمصيين في نبوغه ومواهبه، فقد أنتجت قريحته المتوقدة في حقل الثقافة مؤلفات قيمة في مدة قصيرة يتعذر على غيره مجاراته في هذا المضمار، وأدى رسالة قومية وطنية عزَّ نظيرها بالأعلام أمثاله، فقد عرَّف الغرب بتاريخ بلاده، وأعطى عنها أصدق صورة حية، فكان برسالته هذه أكبر داعية للعروبة.

ومن مؤلفاته: 1 ـ «فتح العرب للشام» تمَّ طبعه في بيروت سنة 1931م. 2 ـ«تاريـخ أوروبـا والمسألة الشرقية) طبع ثلاث مرات في حلب سنة 1935م. 3 ـ سلسلة كتب لتدريس التاريخ في الصفوف الثانوية وفقاً للبرنامج الرسمي لوزارة المعارف، ألفها بالاشتراك مع زملاء آخرين، وقد طبعت ونقحت عدة مرات. 4 ـ تاريخ الحضارة العربية، طبعه سنة 1944م بالاشتراك مع الأستاذ راتب الحسامي. 5 ـ تاريخ الحضارة الغربية طبع سنة 1945م بالاشتراك مع الأستاذ بسام كرد علي. 6 ـ دراسات عن الحياة الاجتماعية في أنطاكية في العصر الروماني باللغة الإنكليزية، طبعته مطبعة جامعة شيكاغو سنة 1949م، وهي رسالة الدكتوراه، يبحث فيه عن أجناس وسكان أنطاكية في أول ألف سنة بعد تأسيسها، وعن أخلاق الأنطاكيين، ويرد على التهم التي وجهت ضد سكان أنطاكية. 7 ـ المدخل إلى تاريخ الحضارة: الجزء الأول عن الحضارات القديمة طبع سنة 1951م، الجزء الثاني طبع معظمه عن حضارات الشرق الأقصى والأوسط في العصور الوسطى، ثم يتبعه الجزء الثالث عن الحضارات الحديثة في الشرق والغرب، وهذا الكتاب يدرسه طلاب كلية الآداب، وطبع في مطبعة الجامعة السورية بدمشق. 8 ـ تاريخ سوريا ولبنان في نصف قرن، طبع باللغة الإنكليزية في بيروت سنة 1950م، والغاية من طبع هذا الكتاب كانت إطلاع الأجانب والمغتربين على تاريخ البلاد السورية الحديث ومدى نهضتها في النواحي الثقافية والاقتصادية والعمرانية. 9 ـ فارس الخوري، حياته وعصره، طبع في بيروت سنة 1952م بالاشتراك مع الأستاذ حنا خباز. 10 ـ المسألة الفلسطينية، وضعه سنة 1953م بالاشتراك مع الأستاذ وديع تلحوق في ثلاثة أجزاء ليناسب طلاب الشهادة الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وذلك تنفيذاً لقرار جامعة الدول العربية لتدريس قضيـة فلسـطين فـي المدارس في كافة البلاد العربية. 11 ـكيف تتعلق بالسياحة، وضعه باللغتين الإنكليزية والفرنسية، وقد صدر منه ثلاثة كتب، الواحد عن دمشق وسوريا الجنوبية؛ والثاني عن بيروت وجبيل وجبل لبنان، والثالث عن بعلبك ولبنان الشمالي والجنوبي، وهذه السلسلة سوف تكتمل عن قريب، وهو يعد كتباً أخرى تتعلق بتاريخ الشرق الأدنى وحضارته بالإنكليزية، وله أحاديث مختلفة في الإذاعة أهمها سلسلة أحاديث عن عبقرية السوريين في مختلف العصور وفي مختلف نواحي النشاط، ومقالات مختلفة تدور حول التاريخ والحضارات والثقافة في جهات متعددة.

والأستاذ حداد اللوذعي قريب المحسان الخالد المرحوم أسعد عبد الله حداد وقرينته السيدة كرجية حداد أم المحسنين، أكثر الله من أمثال هذه الأسرة النبيلة.

أوصافه: لقد وهب الله المترجم جمال الخلق والخُلق، يمتاز بشمائله العبقة، كثير التواضع، عزيز النفس، نبيل الشعور، عظيم في جبروت نشاطه في ميدان الثقافة والتأليف بالإضافة إلى عمله المرهق في التدريس، ولقرينته الفاضلة أكبر الأثر في تشجيعه للسير قدماً في مهامه الأدبية بفضل جو الأسرة الهادئ وما تضفي عليه من بهجة وصفاء في سبيل تأمين راحة هذا الألمعي الموهوب الذي كتب الدهر له الخلود.

لقد اقترن بآنسة مكسيكية تحلت بأفضل الخصال وأعقب منها أولاداً.

*  *  *

 



([1])   (أ) (1/ 67 ـ 68).

الأعلام