جاري التحميل

حسن التغلبي

الأعلام

حسن التغلبي([1])

الشاعر المتفنن الشيخ حسن التغلبي

أصله ونشأته: هو الشيخ حسن ماجد بن عبد المحسن بن الشيخ عمر التغلبي الشيباني، شيخ الطريقة السعدية الشيبية في البلاد الشامية، وينتهي نسبه إلى هاني ابن مسعود الشيباني، وأول من نزح من أجداده إلى دمشق من عسقلان هو محمد أبو تغلب الشيباني سنة 605 هجرية، ولد بدمشق سنة 1877م، وتلقى العلم في المدرسة الرشدية العسكرية، والتحق بعد ذلك في مدرسة دار المعلمين ونال شهادتها بدرجة ممتازة، وأخذ الفقه عن علامة زمانه الشيخ بكري العطار، وقراءة القرآن عن الشيخ أبي الصفا المالكي شيخ قراء دمشق، وتلقى علم الأنغام في تكية والده على فطاحل أهل الفن المشهورين في عصره الذين كانوا يلازمون حلقات الأذكار.

سفره إلى استانبول: وفي سنة 1317 هجرية ذهب مع والده إلى الأستانة وأقام مدة ثماني سنوات عند سماحة المرحوم أبي الهدى الصيادي شيخ التكية الرفاعية، وفي سنة 1322 هجرية أسندت إليه رتبة رؤوس استانبول العالي، وتم تعيينه مدرساً بمدرسة يعقوب باشا في الأستانة، وفي 6 رجب سنة 1325ﻫ نقل إلى المدرسة الذيلية في الأستانة بإرادة سنية، ولعب دوراً هامًّا خلال مدة إقامته في استانبول، فكان سفيراً للعرب يخدم مصالحهم بما عرف عنه من شهامة وإخلاص، ويتمتع بنفوذ واسع، وله مكانة مرموقة في الهيئة الاجتماعية الراقية.

عودته إلى دمشق: وفي أواخر سنة 1325 هجرية عاد الشيخ التغلبي إلى دمشق وتزوج ابنة عمه، وبقي مدرساً فيها إلى سنة 1337 هجرية، ومن ثم عين في وظيفة منشئ في المديرية العلمية، ومنها إلى ديوان رئاسة العلماء، ثم عين منشئاً في دائرة الفتوى، وبقي فيها إلى أن أحيل على التقاعد سنة 1358 هجرية، وفي 13 ربيع الأول سنة 1361 هجرية توجهت إليه مشيخة الزاوية التقوية عقب وفاة والده المرحوم.

شعره: له ديوان شعري حافل بأنواع القصائد، وأكثرها بمدح الرسول الأعظم وعترته الطاهرة، ومن أقوى نظمه قصيدة مدح بها السيدة فاطمة الزهراء، وأعتقد أنه لم يترك لقرائح الشعراء المجال بتشطيرها أو تخميسها، ومطلعها:

إلى بضعة المختار فاطمة الزهرا

لجأت وعيبي يملأ السهل والوعرا

ومنها:

أفاطم يا روح النبي ومن لها

بيوم اللقا شأن له الدهشة الكبرى

أما الغزل، فلا حرج على الشعراء والفنانين الذين يرون في الجمال ميداناً للتغزل، ومن قوله بمناسبة واقعية:

طب المسيح لعمري رشف مبسمها

يحيي ويبرئ مقتولاً من النظر

الشعر ليل وممشوق القوام قنا

والجيد شمس الضحى والوجه

ومن غزل البديع قوله:

قسماً بدر ثغيرك البراق

وبما حواه من لذيذ مذاق

وبمرهف في طرف طرفك مغمد

ماضي الشبا يفري عرى الأعناق

فنه: تلقى الفن الموسيقي وعلم الأوزان والموشحات عن الشيخ عبد القادر الحفني، وأبي خليل القباني، والشيخ رشيد عرفة، والشيخ محمود الكحال، والشيخصالح الساعاتي، واستفاد خلال مدة إقامته الطويلة في الأستانة من الفنون التركية بفضل إجادته التكلم باللغتين التركية والفارسية، وعارض الكثير من الموشحاتالتركية، ونظم على ألحانها في اللغة العربية. ومن الموشحات البديعة:

أيها المطرب الأغن

غن لي واسقني علن

قرقفاً طاهراً من لمى طاهر

ينعش الخاطر والبدن

جل من قد عليك من

وأنجب ولدين:

السيد محمد بهاء الدين، وقد ولد بدمشق سنة 1917م، يحمل شهادة بكالوريا في الآداب.

السيد نزار، وقد نال شهادة الحقوق سنة 1924م، ويتعاطى المحاماة، وهو شاعر مجيد، وله قصائد وموشحات كثيرة، ومن موشحاته البديعة:

خمر العيون أديري

فالكأس كانت حراما

وإن شدوت فغني

صبًّا بك مستهاماً

غني معاني غرامي

ورتليها هياما

وغردي في الليالي

وساجلي الأنغاما

فالبدر يرنو إلينا

والنجم زاد ضراما

والروح نشوى بحب

به الملا يتسامى

وسر قلبي تنادى

به الخيال ترامى

ولحظة كان قلبي

يعب فيها الغراما

*  *  *

 



([1])   (أ) (1/ 235 ـ 236).

الأعلام