حسن العطار
حسن العطار([1])
(1766 ـ 1835م)
مولده ونشأته:كان أهله من المغرب فانتقلوا إلى مصر، وولد حسن في القاهرة سنة 1766م، كان أبوه عطاراً، استخدم ابنه أولاً في شؤونه ثم رأى منه رغبة في العلوم فساعده على تحصيلها، فاجتهد الولد في إحراز المعارف، وأخذ عن كبار مشايخ الأزهر، حتى نال منها قسماً كبيراً، وفي أيامه جاء الفرنسيون إلى مصر، فاتصل بهم واستفاد من الفنون الشائعة في بلادهم، وأفادهم باللغة العربية.
نزوحه: ارتحل المترجم إلى الشام وأقام مدة في دمشق، ثم تجول في بلاد كثيرة يفيد ويستفيد، ثم كر راجعاً إلى مصر، فأقر له علماؤها بالسبق، فتولى التدريس بالأزهر، وقلد رئاسة هذه المدرسة سنة 1246ﻫ، فأحسن تدبيرها إلى سنة وفاته. وكان محمد علي باشا خديوي مصر يجله ويكرمه.
مؤلفاته: خلف عدة تآليف في الأصول والنحو والبيان والمنطق والطب، وله كتاب في الإنشاء والمراسلات تكرر طبعه في مصر، وكان عليماً بعلم الفلك، وله في ذلك رسالة.
شعره: اشتهر المترجم بفنون الأدب والشعر، ومما يروى عنه أنه لما عاد من سياحته في بلاد الشرق، رافق إمام زمانه في العلوم الأدبية السيد إسماعيل بن سعد الشهير بالخشاب، فكانا يبيتان معاً ويتنادمان ويجولان في كل فن من الفنون الأدبية والتواريخ والمحاضرات، واستمرت صحبتهما وتزايدت على طول الأيام إلى أن توفي الخشاب، فاشتغل الشيخ العطار بالتأليف إلى موته، وله شعر رائق جمع في ديوانه، ومما نظمه حينئذ قوله في منتزهات دمشق:
بوادي دمشق الشام جُز بي أخا البسط | وعرج على باب السلام ولا تخط |
ولا تبك ما يبكي امرؤ القيس حوملا | ولا منزلاً أودى بمنعرج السقط |
فإن على باب السلام من البها | ملابس حسن قد حفظن من العط |
هنالك تلقى ما يروقك منظرا | ويسلي عن الأحزان والعجب والرهط |
عرائس أشجار إذا الريح هزها | تميل سكارى وهي تخطر في مرط |
كساها الحيا أثواب خضر فدثرت | بنور شعاع الشمس والزهر كالقرط |
وفاته: توفي في أواخر سنة 1835م.
وممن مدحوا الشيخ حسن العطار المعلم بطرس كرامة الحمصي، فقال لما قابله بمصر:
قد كنت أسمع عنكم كل نادرة | حتى رأيتك يا سؤلي ويا أربي |
والله ما سمعت أذني بما نظرت | لديك عيناي من فضل ومن أدب |
* * *