حسني نسيم
حسني نسيم([1])
(1882 ـ 1950م)
مولده ونشأته:هو حسني بن مراد بن أسعد نسيم، وهو ابن عم الشاعر أنيس نسيم العصبي، ولد في حمص سنة 1882م، وتلقى العلم والأدب على أعلام الطائفة الأرثوذكسية، وهما داود قسطنطين الخوري ويوسف شاهين، ثم انتسب لخدمة الدولة لإجادته اللغة التركية، وعين محاسباً لبلدية حمص، ثم انتقل موظفاً في مديرية الأعشار، وبعدها عهد إليه بمديرية سجن حمص، فبقي في هذه الوظيفة حتى أحيل إلى التقاعد.
كان صديقاً على الوجوه من جميع الطوائف في حمص، لطيف المعشر، كريماً عفيفاً، لم يؤثر عنه ما يشينه، وقد زار البلاد الأمريكية فأعجبته بيئتها وطرائفها، فأزمع الهجرة إليها، وقد حال دون بغيته أهله.
أدبه: كان شاعراً موهوباً، له ديوان شعر مخطوط، وقد طرق جميع أبواب الشعر، وله مطارحات بديعة مع شعراء عصره وتخاميس شعرية بديعة، وكان في فجر شبابه يهوى الراح ومجالس الأنس والطرب، وخشي خلال الحرب العالمية الأولى أن يكون نصيبه الخدمة العسكرية في ميدان الحرب وهو لا يجيد الطعان، فقال يخاطب أمه بقصيدة منها قوله:
سقاك الحزن يا أمي اذكرينا | إذا حلت صروف الدهر فينا |
وإن نزل القضاء بنا فنوحي | وجودي بالدموع أسى علينا |
كان يهيم بالجمال، وله جولات رائعة في الغزل، فمن قوله:
أدر ما بثغرك أم عقيق | وورد ما بخدك أم شقيق |
ورمان بصدرك أم نهود | وقدك ماس أم غصن رشيق |
وسحر في جفونك أم سهام | ونشرك فاح أم مسك عبيق |
ووجهك لاح أم شمس أنارت | على الأكوان أم هذي بروق |
وفي مراحل حياته الأخيرة عاف الكؤوس ودعا إلى الفضيلة وارتشاف العلم، فاستمع إليه يقول:
دعني من الكاسات والصهباء | وهوى سليمى وهو كل منائي |
وذر التغزل في الحسان فقد مضى | زمن الهوى وأنبت حبل رجائي |
ودع العيون الساجيات وشأنها | فهي اللواتي أصل كل بلاء |
وانهض بنا يا صاح في طلب العلا | والمكرمات بهمة قعساء |
ومنها:
والفخر عند ذوي المفاخر والعلى | بالعلم لا بمطارف وثراء |
فهنا يطيب لك التغزل والصبا | لا في رياض بنفسج فيحاء |
وفاته: لقد اقترن بالسيدة ليندا بنت ميخائيل الصباغ الحمصية ولم ينجب ولداً، فاكتنفه الأسى والقنوط في حياته، وفي 7 أيار سنة 1950م استأثرت به المنيةفجأة إثر إصابته بالذبحة الصدرية، ودفن بمقبرة (مار إليان).
* * *