حسين بن أحمد الورنلي
حسين بن أحمد الورنلي([1])
الفنان المرحوم حسين بن أحمد الورنلي الملقب بالساعاتي
هو المرحوم حسين بن أحمد بن عثمان الورنلي، وأصل هذه الأسرة من بلدة (وارنة) الواقعة على ساحل نهر الدانوب التي كانت فيما مضى من ممتلكات الدولة العثمانية، ثم نزحت واستوطنت بلدة الرشيد في مصر، ولد المترجم سنة (1858م) في الرشيد، وفي سنة 1893م زار دمشق سائحاً متفرجاً، فطابت له الإقامة فيها وبقي أربع سنوات بلا عمل، وبعدها تعاطى مهنة بيع الساعات، ومن هنا لقب بالساعاتي، ومن الطريف أن القصيدة المشهورة (ما بين جابيها وباب بريدها قمر يغيب وألف بدر يطلع) كانت سبب افتتانه بمناظر دمشق الخلابة وشغفه بزيارتها وسكناها.
تعلقه بالفن: كان رحمه الله ذا صوت جميل وعلى جانب كبير من الذكاء والنجابة، وانساقت مواهبه مع ميله واستعداده الفطري فتعلم العزف على آلة القانون على المرحوم محمود الكحال العازف الشهير، وأسعده الحظ فتعرف على أبي خليل القباني الذي كان ذا فراسة بانتقاء أعضاء فرقته ممن برزت مواهبهم، فأخذ عنه علم النغمة والموشحات وأوزانها وفن التمثيل، فكان ممثلًا بارعاً ومنشداً مطرباً، عليماً بأوزان رقص السماح، وعازفاً ماهراً على آلة القانون في فرقة القباني المشهورة، ولما حلت النكبة الأولى في مسرح القباني بدمشق كان في عداد من سافر معه إلى مصر في الباخرة (قاصد كريم) التي كان أرسلها الوجيه المثري الحمصي المرحوم سعد الله حلابو إلى بيروت لنقل فرقة القباني، وكان عدد أعضاء الفرقة يزيد عن الخمسين فرداً، وكان المترجم من أفراد هذه الفرقة التاريخية، وكان من جملة من رافقوا القباني إلى معرض شيكاغو في الولايات المتحدة سنة 1892م.
وفاته: وفي سنة 1933م انتقل إلى رحمة ربه ودفن بمقبرة باب الصغير، وأعقب ولدين هما محمد شكري، وقد خلفه في مهنة بيع الساعات، وبشير. رحمه الله.
* * *