حسين الجواهري
حسين الجواهري([1])
الشيخ حسين الجواهري
(1860 ـ 1916م)
اشتهرت مدينة النجف العراقية بما أنجبته من أعلام في العلم والشعر والأدب، وهي تعتبر بحق موطن العباقرة ومنبع النوابغ في شتى العلوم، وقد انحدرت أسرة آل الجواهري فيها، ونشأت في مهد العلم والأدب، والسبب في تسمية الأسرة بـ (الجواهري) هو أن الجد الأعلى كان مرجعاً دينيًّا كبيراً، ألف دائرة معارف فقهية واسعة، فسماها هو أو الناس (جواهر الكلام)، وهذه الموسوعة تعد مرجعاً فريداً، لا يترشح مجتهد لاجتهاد إلا بدراستها والتعمق فيها، فغلبت كنية (الجواهري) على الأسرة.
مولده: هو الشيخ حسين بن عبد العال بن الشيخ الكبير محمد الحسن الجواهري، ولد في النجف سنة 1860م، ودرس على علمائها الأعلام، وترشح لدرجة الاجتهاد، فكان من كبار العلماء في عصره.
مواهبه: لم يخرج صاحب هذه الترجمة عن وادي الفرات، وقد اشتغل بالعلم وتخرج على يديه كثير من العلماء، ومن مآثره المشهورة أنه كان إذا حضر في المجالس العلمية يستحوذ عليها ببلاغته وعذوبة لسانه، ويتميز بصلابته البدوية، لأنه يضرب بأقواله في عشائر زبيد، وجده لأمه شيخ مشايخها.
كان شاعراً موهوباً بليغاً في قوافيه، خلف مذكرات نادرة، وهي عبارة عن ذكريات نفيسة تعتبر مرحلة نادرة في مجالس الأدب والشعر، وديوان شعر مخطوطيحتوي على (1500) بيت مخطوط في مكتبة آل كاشف الغطاء، ومن شعره في الغزل قصيدة مطلعها:
غنى عن الراح لي في ريقك الخضر | وفي محياك عن شمس وعن قمر |
ورثى ابن خالته ـ وهو من السادة الطبطبائية، وكان مشهوراً بالعلم ـ بقصيدة طويلة مطلعها:
من ذا طواك مشعشعاً بدرا | ولواك غصن أراكة نضرا |
والفقيد المترجم في طليعة الزعماء الذين انتدبوا من قبل السلطنة العثمانية للمشاركة في الجهاد ضد الإنكليز في الحرب العالمية الأولى عن طريق إثارة العشائر العراقية لفرط انقيادهم له، وقد لعب دوراً كبيراً بهذا الصدد في معركة الكويت الشهيرة «كوت العمارة»، وذلك عام 1915م قبيل وفاته بقليل.
وفاته: وافاه الأجل بشهر تشرين الأول سنة 1916م، ودفن في مقبرة الأسرة الجواهرية في النجف، وأنجب ثلاثة نوابغ، وهم السادة عبد العزيز ومهدي وعبد الهادي، وهم من فرسان الأدب في هذا العصر.
* * *