خالد الأتاسي الحمصي
خالد الأتاسي الحمصي([1])
المرحوم العلامة الشيخ خالد الأتاسي الحمصي
ولد المرحوم خالد بن محمد بن عبد الستار الأتاسي في حمص سنة 1253ﻫ ـ 1834م، ونشأ في مهد العلم والفضل فنبغ وفاق، وكانت حلقته العلمية تزخر بطلاب العلم، فنهلوا من مورده الصافي وأفادوا المجتمع.
كان رحمه الله شاعراً بليغاً يرتجل النظم في المناسبات الواقعية، فقد صدف أن سمع في مجلس ضمه مع الشاعر البيروتي المرحوم مصباح قريطم بعض أبيات من الشعر فشطرها على البديهة:
وظبيٌ تبدى حاملًا في يمينه | كناظره سيفاً إذا هزه أدمى |
فيا للورى حسًّا ومعنًى يهز لي | حساماً ونحوي طرفه صوب السهما |
يهددني بالقتل والقتل لم يكن | بأعظم من هجران مغرمه ظلما |
أأرهب من إتلاف روحي وما القضا | على الروح قاضٍ وهو لم يبق لي جسما |
ومن نظمه البديع قصيدة تبلغ (85) بيتاً في مدح النبي عليه الصلاة والسلام، وهذا مطلعها:
قف بالمطي فهذا البان والعلم | وتلك نار قرى الأحباب تضطرم |
وهذه هي أطلال الأحبة قد | سمت دعائمها واحتاطها الحشم |
وهذه طيبة الفيحاء تربتها | للروح منتشق منها وملتثم |
دارٌ بها من رياض الجنة ازدهرت | على الدُّنا روضة تحيا بها الرمم |
دارٌ حوت قبر خير المرسلين ومن | لولاه دام بهذا العالم العدم |
وكان رحمه الله متضلعاً في العلوم الشريعة، فقد شرح المجلة، وله عدة رسائل تتعلق بالأوقاف، وأخرى اسمها (الأجوبة النفائس في حكم ما اندرس من المقابر والمساجد والمدارس).
وهو والد فخامة السيد هاشم الأتاسي زعيم البلاد من عهد فيصل إلى اليوم.
وفاته: وفي اليوم السادس عشر من شعبان سنة 1326ﻫ وتشرين الأول 1908م انتقل إلى رحمة ربه، ودفن في مقبرة أسرته في حمص.
* * *