خالد زريق الدوماني
خالد زريق الدوماني([1])
الشاعر المتفنن المرحوم خالد زريق الدوماني
هو المرحوم خالد بن مصطفى بن بكري زريق، وهذه الأسرة قديمة العهد في دوما القريبة من ضواحي دمشق، ولد في دوما سنة 1300ﻫ ـ 1882م، ودرس على شيوخ عصره ونشأ في بيئة علمية، ولما بلغ أشده عين كاتباً للمفردات، وتنقل في أقضية البلاد السورية حتى أحيل إلى التقاعد.
كان رحمه الله شاعراً، وله قصائد وتخاميس وتشاطير كثيرة، وملماً بالموشحات وعلم النغمة، ولما كان في قضاء العمرانية طلب إليه الأستاذ عبد القادر بك العظم قائم قام القضاء آنئذ تخميس قصيدة أبي فراس الشهيرة (أراك عصي الدمع شيمتكالصبر)، فقال وقد أبدع في الوصف:
تشير بلحظ دونه السحر والخمر | مهاة لفرط الحسن يحسدها البدر |
تقول وقد ألوى بأعطافها السكر | أراك عصي الدمع شيمتك الصبر |
أما للهوى نهي عليك ولا أمر | |
فما لك لا تسبيك في الحب صبوة | أما لك في العشاق قبلك أسوة |
فقلت وهزتني من الشوق رعشة | نعم أنا مشتاق وعندي لوعة |
ولكن مثلي لا يذاع له سر | |
أغازل عذالي إذا ذكر الهوى | وأصبر دائي حين لم أجد الدوا |
ألم تعلمي أني ومن فلق النوا | إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى |
وأذللت دمعاً من خلائقه الكبر |
ومن نظمه في الغزل وعزة النفس والمديح قوله:
أأكتم حبًّا من جفاك تجددا | وأبدي لدى الواشين عنك تجلدا |
أكفكف غرب الدمع خوف عواذلي | وهيهات يخفى ما بخدي خددا |
أيا ربة الخال المقيم بوجنة | أحاط به ماء وجمر توقدا |
ألا فاغمدي سيف اللحاظ فإنه | أراق دم العشاق وهو معربدا |
فمالت وقد بسمت فشمتُ منظما | من الدر منه صار دمعي مبددا |
وقالت وقد عبث الدلال بعطفها | أتطلب وصلاً دونه السقم والردى |
فقلت وهل أبقيت مني بقية | صليني فروحي بعد وصلك تفتدى |
أأشكوك أم أشكو الزمان وصرفه | فقد جار في أحكامه وقد اعتدى |
أنهنه نفساً عن تقبلها العلى | ويأبى إباء النفس إلا تمردا |
ولو أن دهري كان في الناس مسعدي | لكنت إلى العلياء زنداً وساعدا |
ولكنه أخنى علي بكلكل | ثقيل فلم أبسط لساناً ولا يدا |
فويحك يا دهر اتئد فلقد غدا | رفيق العلا كهفاً إلي وسيدا |
حسامي به أجلو الكروب وإنه | لراجيه سهماً لا يزال مجردا |
رفيقاً لقد أنجبت شهماً وسيدا | غدا ذكره بين الأماجد خالدا |
نحا نحوكم في المكرمات إلى العلا | فأكرم بمولود بوالده اقتدى |
أديب أريب لوذعي مهذب | حسيب نسيب في الكمال تفردا |
وفاته: وفي اليوم الخامس عشر من شهر كانون الأول سنة 1938م توفي إلى رحمة ربه، ودفن في مقبرة أسرته في دوما.
* * *