جاري التحميل

رشيد عطية

الأعلام

رشيد عطية([1])

الشاعر اللغوي الأستاذ رشيد عطية

أصله ونشأته: ولد في بلدة سوق الغرب من أعمال لبنان في اليوم الواحد والثلاثين من شهر كانون الأول سنة 1881م من أبوين كريمين هما المرحومان شاهين الحاج عطية وراحيل بنت نقولا عطية، وتلقى دراسته الابتدائية ثم تابع دراسته في الكلية الأميركية الداخلية في بلدته فدرس العربية والرياضيات والإنكليزية والتاريخ الطبيعي والفلسفة والفرنسية والتركية، ونال الشهادة العلمية منها وكان في الرابعة عشرة من عمره.

مراحل حياته: وعين في الخامسة عشر كاتباً ملازماً في محكمة الجزاء الاستئنافية في بعبدا ولبث فيها مدة سنتين، ثم درس في الجمعية الخيرية الأرثوذكسية في مدرسة الثلاثة أقمار، وبعد سنتين انتدب لتدريس الجبر والنحو والبيان في الكلية البطريركية للروم الكاثوليك فاستمر فيها مدة ست سنوات وتابع خلال هذه المدة التحرير في جريدة لسان الحال أول عهد الدستور العثماني ومطلع فجر النهضة الحاضرة .

سفره إلى القاهرة: وفي سنة 1906م سافر إلى القاهرة وتولى التحرير في جريدة المقطم وعاد في سنة 1908م إلى بيروت وتولى تحرير جريدة لسان الحال.

هجرته إلى البرازيل: وفي آخر سنة 1921م سافر إلى البرازيل وأنشأ في الريو دي جانيرو مجلة الروايات العصرية وبعد سنة انتقل إلى سان باولو وأنشأ فيها جريدة فتى لبنان، وفي سنة 1940م توقف عن إصدارها تنفيذاً لقرار الحكومة البرازيلية القاضي بإصدار الصحف باللغة البرازيلية.

شعره: هو شاعر مجيد، قوي الديباجة والتعبير، رائق البيان ومن قوله البديع في رثاء المحسان الخالد المرحوم أسعد عبد الله حداد:

أيها الراحل الكريم السجايا

لك في المكرمات ذكر مؤبد

عشت في هذه الديار سعيداً عشت في هذه الديار سعيداً

وستبقى في دار ربك (أسعد)

مؤلفاته: ومن مؤلفاته الشهيرة رواية تبرئة المتهم أو جزاء المكر وهي تمثيلية سفرية، وقد انصرف إلى التبحر باللغة العربية وعلومها فألف مرقاة الإعراب عن قواعد لغة الأعراب في ستة أجزاء في الصرف والنحو والمعاني والبيان والبديع، أقرب الوسائل إلى إنشاء الرسائل، الدليل إلى مرادف العامي والدخيل، وضبط ديوان البحتري بالشكل مع شرح ما أبهم من ألفاظه وأبياته، ومقدمة ابن خلدون بالشكل بعد تصحيح ما أفسدته أقلام النساخ، وله مساجلات ومناظرات كثيرة مع فريق من كبار الأدباء والكتاب، وأصدر قاموسه الكبير المعروف (معجم عطية) في العامي والدخيل ويبلغ زهاء خمس مئة صفحة من القطع الكبير وكتب بذيل رسمه:

ما العمر إلا رحلة محدودة

والمرء فيها قدره بفعاله

سقياً لمن يحيا ويبقي بعده

ذكراً له من علمه أو ماله

وقد تفضل المترجم فأهدى المؤلف خلال رحلته إلى البرازيل نسخة من معجمه النفيس وقد استمر في البحث والوضع والتدقيق مدة خمسة عشر عاماً، وهو عمل جبار يحتاج إلى مجمع علمي يؤازر في تحقيقه، وأنجب أولاداً أدباء يقومون بالإشراف على طبع الجريدة وتوزيعها.

يتمتع الأستاذ الكبير بمكانة أدبية ثقافية بارزة في المجتمع مقرونة بأخلاق فاضلة ومناقب حميدة.

*  *  *

 



([1] (أ) (1/ 174 ـ 175)

الأعلام