رشيد الهاشمي
رشيد الهاشمي([1])
(1885 ـ 1943م)
هو السيد رشيد بن مطر الهاشمي، لم نستطيع الحصول على ترجمته الكاملة، لقد كانت مراحل حياة هذا الشاعر المؤثرة عبرة وذكرى وعظة، فقد وهب حياته في سبيل الذود عن قوميته العربية وتلقى الصدمة الأولى في معترك الحدثان ولاقى في سبيل عقيدته الوطنية التي خاض غمار ميدانها وتمثلت فيه بصدق وإيمان وجلال وعفاف فذاق التنكيل والمطاردة والنفي، ثم قبض عليه وسجن وفقد عقله فأدخل مستشفى المجاذيب وبقي فيه مدة تجاوزت العشرين سنة توفي فيه سنة 1943م، وكم من نجم ثاقب أضاء المجتمع ثم خبا، فذكرى هذا الشاعر تفيض لها الأدمع وتتلظى لها الدموع.
كان شاعراً فذًّا، ولو تهيأت له حياة مستقرة لجادت قريحته بروائع الشعر، ومن نظمه قصيدة في رثاء وجيه العراق المرحوم السيد مصطفى نوري آل الواعظ،والد الشاعر والمؤرخ العبقري الأستاذ إبراهيم الواعظ، وهي تدل على قوة شاعريته قال:
كل امرئ بأماني الدهر مشغول | لابد، لابد أن تغتاله غول |
والموت يأخذ أعلى الناس منزلة | كأنما العمر عند الموت مجهول
|
يا رافلًا بثياب الظلم مزدهياً | مهلاً فأنت أمام الله مسؤول |
خيل المنون لقد جاءتك راكضة | وأنت من خمر كأس اللهو مشمول
|
ويا تقيًّا على الإحسان منطوياً | أكثر فأنت بحبل الله موصول |
ومنها:
كم من كبير وسلطان وكم ملك | قد راح وهو بسيف الدهر مقتول |
يا أيها الدهر يا من لا وفاء له | فأنت أنت بنقض العهد معذول |
ومنها:
يا راحلاً طالما أبكى العباد دماً | بكتك والله آيات وتنزيل |
لا تبعدن فجسمي عاد في سقم | والدمع والقلب مسيول ومنسول |
بكاك (يا مصطفى) الدين الحنيف كما | بكاك علمك معقول ومنقول |
* * *