جاري التحميل

رفاعة رافع الطهطاوي

الأعلام

رفاعة رافع الطهطاوي([1])

(1801 ـ 1873م)

هو السيد رفاعة بن بدوي بن علي بن محمد بن علي بن رافع، وينتهي نسبه بمحمد الباقر بن علي زين العابدين.

ولد في طهطا بمديرية جرجا من صعيد مصر سنة 1801م، وحفظ القرآن، وتلقى دراسته العلمية في الأزهر، وقد عين إماماً في بعض ألويات الجند، واختاره محمد علي باشا الكبير في عداد البعثة الأولى التي سافرت إلى فرنسا سنة 1826م فكان إماماً وواعظاً مرشداً لأفراد البعثة، فجمع إلى ثقافته الأزهرية ثقافةغربية اقتبس من علومها وآدابها الشيء الكثير، وازدهرت روحه الأدبية على ضوء الحضارةالغربية، وقد ترجم وهو في باريس كتاباً سماه (قلائد المفاخر في غرائب عوائد الأوائل والأواخر) وعاد يحمل الشهادات بتفوق، فتولى منصب الترجمة في المدرسة الطبية.

أدبه: نشأ المترجم في عصر كانت اللغة العربية وآدابها في دور تأخر وانحطاط، ويعد شعره في دور الانتقال إلى دولة الشعر الحديثة التي حمل لواءها البارودي وإسماعيل وشوقي وحافظ، وهو أول رائد لنهضة العلم والأدب في النصف الأول من القرن التاسع عشر، كان شاعراً رقيقاً بالقياس إلى عصره، وله قصائد ومنظوماتوطنية قالها في مناسبات مختلفة، فقد وصف الجيش المصري ولا شك أنه استلهم شعره من مفاخر الجيش في عهده، وهكذا يتأثر الشاعر والأديب بالعصر الذي يعيش فيه والبيئة التي تحيط به، ويصور الحياة على عهده.

وتتجلى روحه الوطنية المتطلعة إلى الحرية في تعريبه نشيد الحرية (المارسلييز) فإن النفس لا تميل إلا إلى ما هو محبب إليها، فقد استثار هذا النشيد إعجابه ومالت نفسه إلى تعريبه وإظهار ما احتواه من العواطف الوطنية الفدائية في حلة عربية قشيبة.

وقد استثار رحيله عن مصر عاطفته الوطنية العميقة فجادت قريحته وهو في باريس بقصيدة عبر فيها عن الحنين إلى الوطن وأهله والإشادة بمفاخره قال في مطلعها:

ناح الحمام على غصون البان

فأباح شيمة مغرم ولهان

ومنها:

ولئن حلفت بأن مصر لجنة

وقطوفها للفائزين دوان

والنيل كوثرها الشهي شرابه

لأبر كل البر في إيماني

مؤلفاته: هو أول من أنشأ جريدة الوقائع المصرية، ولا تزال حتى الآن، وألف (الإبريز والديوان النفيس) وهو عن رحلته إلى فرنسا، ومباهج الألباب المصرية في مناهج الألباب العصرية، وهو بحث عن آداب العصر وسياسته، وشرح لامية العـرب، وألف وترجـم مؤلفات كثيرة فـي علوم الجغرافيا، والطب، والهندسة، والقانون.

وفاته: وفي سنة 1873م وافاه الأجل.

*  *  *

 



([1] (أ) (2/ 425).

الأعلام