رفيق الفاخوري الحمصي
رفيق الفاخوري الحمصي([1])
الشاعر الأديب المتفنن الأستاذ رفيق الفاخوري الحمصي
أصله ونشأته: هو الأستاذ رفيق بن عبد اللطيف بن أحمد الفاخوري، وهذه الأسرة قديمة العهد في حمص، ولد بحي الحميدية بحمص سنة 1911م وتلقى دراسته في الكتاتيب الوطنية، ثم في المدارس الأميرية وأكمل الدراسة الثانوية وأخذ بكلوريا الفلسفة ودرس الحقوق بدمشق ونال الشهادة، لم يشغل بمهنة المحاماة لأن مزاجه لم يمل إليها، واشتغل في إخراج جريدة التوفيق الحمصية مدة سنتين.
تدريسه آداب اللغة العربية: ثم عينته وزارة المعارف أستاذاً لتدريس آداب اللغة العربية في تجهيز ثانوية البنين الأولى في حمص وقد استفاد من مواهبه وثقافته طلاب كثير.
ميله الفني: تعلق المترجم بالفن منذ حداثة سنه، ولما شب تجلت مواهب أدبه الصحيح وفنه الأصيل، وهبه الله الصوت الحسن يرسله دون عناء أو تكلف، تلقى العزف بالعود على بعض فناني عصره وتمرن على نفسه فأصبح عازفاً ماهراً، وتمرن بنفسه على علم النوطة بشكل ابتدائي.
شعره وموشحاته: هو شاعر عاطفي مجيد، انقاد القريض لمواهبه وخياله الخصيب واستأثر بقلوب المعجبين بأدبه وفنه. له أناشيد قومية بليغة بمغزاها، رائعة بألحانها، منها نشيد وطني من نغمة العجم.
يا بلادي يا بلادي | خسئ الخصم المعادي |
لن تراعي نحن أهلو | ك إذا نادى المنادي |
سوف يرضيك جهاد | نرخص الأرواح فيه |
مرحباً بالسيف إن أحـ | يا وبالموت الكريم |
وله نشيد وطني من نغمة الراست:
حي داراً لا تضاهى | رفعة بين الديار |
نبتها الصيد الألى ميـ | راثهم محض الفخار |
شهد التاريخ لم تخـ | ـمد لهم في الروع نار |
ومن غزله البديع موشح (قلبي) وقد لحنه من نغمة الراست:
قلبي الذي يحبه | يرف حول قده |
يسبح في مقلته | يرقص فوق خده |
ومن نظمه وألحانه موشح من نغمة الزنجران:
نار قلبي باشتعال | ودموعي في انهمال |
لو تراني يا حبيبي | لي حال أي حال |
وله موشح من نغمة الراست وهو من ألحانه ونظم الشاعر مهيار الديلمي العباسي:
اذكرونا مثل ذكرنا لكم | رب ذكرى قربت من نزحا |
وارحموا صبًّا إذا غنى بكم | شرب الدمع وعاف القدحا |
وموشح حجاز وهو من ألحانه ونظم الشاعر البحتري:
جائر في الحكم لو شاء قصد | أخذ النوم وأعطاني السهد |
وموشح بياتي من تلحينه وشعر أبي تمام:
أنت في حل فزدني سقماً | أفن جسمي واجعل الدمع دماً |
وموشح عجم وهو من شعره وألحانه:
يا فريداً في الجمال | داو قلبي فهو لك |
الهوى يا ذا الدلال | في فؤادي قد سلك |
هدني فرط الهيام | وبرى جسمي الجوى |
أترى الوصل حرام | يا حبيبي في الهوى |
ويضـرب هـذا الشاعـر الفنان أوزان هذه الموشحات على الواحدة بضبط وإحكام دون معرفته بقوافي أوزانها التي تختلف عن قوافي الشعر وهي كثيرة الفروع صعبة المنال. وله قصائد وطنية قوية رائعة وديوان شعر كرياض الأزهار.
أحواله وأطواره: وهب الله هذا الفنان اللامع بشعره وأدبه الذوق السليم والمعشر الأنيس والكمال في مناقبه ومآثره وهو يهوى مجالسة الشعراء والأدباء وحياة الطرب برزانة واحتشام.
* * *