جاري التحميل

رياض البندك

الأعلام

رياض البندك([1])
الفنان الموهوب الأستاذ رياض البندك

أصله ونشأته: هو الأستاذ رياض بن عيسى بن باسيل البندك، ولد في بيت لحم بفلسطين بتاريخ 4 تموز سنة 1924م ودرس في المدرسة الأميرية وأكمل تعليمه الثانوي في كليتي تيراسانطا والنهضة، وتعلق منذ صغره بالفن الموسيقي فكان رئيساً للفرقة الموسيقية المدرسية التي كانت تلقي الأناشيد الوطنية، وكان والده رئيساً للبلدية وزعيم قضاء بيت لحم ينظر إلى الفن والفنانين نظرة خاصة، ويود أن ينصرف ولده عن الموسيقى لإكمال دراسته، وكان الولد مع والده في حرب ضروس من أجل هذه الغاية فقد اختلفا في وجهة النظر واستحال التقارب بينهما، وكان سلطان الأبوة الطبيعي قائماً والكلمة الفاصلة في مثل هذه المواقف للوالد، فكلما استحضر الولد عوداً للعزف عليه حطمه الوالد أمام عينيه وبالرغم من كل ذلك فقد أصر الوالد على رأيه واستمر الولد على عناده وميله إلى الفن، فاضطـر لإرسالـه إلى كليـة تيراسانطا الداخلية حيث يخضع فيها إلى نظام شديد لا يستطيع معه الانصراف إلى الموسيقى، ولم يدر في خلد والده أن في الكلية فرقة موسيقية من الطلاب تذيع الأناشيد المدرسية في محطة الإذاعة الفلسطينية في القدس، ودخل المترجم مع الفريق وبدأ بدراسة النوطة في دورها الابتدائي.

نفي والده إلى اليونان: وعلى إثر الثورة التي قامت في فلسطين عام 1938م نفت السلطات الإنكليزية والده إلى اليونان فتنفس الولد الصعداء، واستفاد من غياب والده فكان حرًّا طليقاً يجول في ميدان الفن كما تطيب له هوايته، وأكب على النوطة يدرسها والتمرن بالعزف على آلة العود على نفسه دون أن يتلقى الفن على أي مدرس.

بدء حياته الفنية: وبدأت حياته الفنية عندما دخل في محطة إذاعة الشرق الأدنى المؤسسة أيام الحرب في مدينة جنين سنة 1940م وكان الموسيقي الوحيد يغني ويعزف على العود فيها.

وفي عام 1948م حضر إلى دمشق لوحده قبل مجيء اللاجئين الفلسطينيين فدعاه مدير البرامج في الإذاعة السورية لتقديم بعض ألحانه، وطلب منه التوظف كمراقب فني في الإذاعة ثم عين مديراً فنيًّا سنة 1949م وبقي فيها مدة سنة، ثم فاوضته محطة الشرق الأدنى ليرأس الفرقة الموسيقية في محطة إذاعة قبرص فعمل فيها مدة سنة، وبعدها عاد إلى دمشق، ثم عين في دار الإذاعة المؤسسة في رام الله في شرق الأردن واستقام مدة خمسة أشهر، وأخيراً عين مراقباً للقسم الموسيقي بدمشق.

فنه: يعتبر الأستاذ البندك من الفنانين الموهوبين في التلحين، فقد لحن هذا الفنان ما ينوف عن مئة قطعة غنائية وهي مسجلة في محطات الإذاعة العربية ومحطة لندن، وأشهر قطعاته الغنائية (آه من عينيك) وهي من نظم الأستاذ إبراهيم السمان المذيع في محطة إذاعة القدس الآن وتغنيها المطربة المشهورة السيدة ماري جبران وقصيدة (الهمسات) وهي من نظم الأستاذ يوسف البندك ويغنيها المطرب محمد غازي الذي تلقى الفن على المترجم.

لقد صهرته الآلام فجادت قريحته بألحان تعبر عن مآسي الحياة وشعوره الفياض بالوطنية نحو وطنه فلسطين المنكوبة، ثم عاد للعمل في إذاعة القدس.

*  *  *

 



([1] (أ) (1/ 382 ـ 383).

الأعلام