جاري التحميل

زينب محمد حسين

الأعلام

زينب محمد حسين([1])

هي شاعرة فنانة ترسل الشعر فيتغنى به المغنون فيمتزج موسيقى اللفظ بموسيقى اللحن، ولقد قسا القدر عليها فحرمها عطف الأب وحنانه، فصهرتها الآلام فعكفت على الشعر منذ طفولتها، فقاومت عوامل اليأس والحزن والألم بالأمل والحب والجمال.

هي شاعرة الطبيعة العربية، وقد وصفت الربيع فقالت:

ربيعك جاء يا قلبي

يحيي مواكب الحب

فقم وانظم له الشعر

 

وسر في أول الركب

 



 

لترقب فرحة الأطيا

ر والأزهار والعشب

 



 

لماذا أنت مكتئب

وكل الكون في طرب

 



 

ربيعك جاء يا قلبي

وكان نتاج شعرها في الحب حياة زوجية سعيدة.

ولهـا فـي الحقـل الوطني جولات رائعة، منها قولها في معركة التحرر ضد الاستعمار:

لست عبداً، إنني حطمت قيدي

قد كرهت العيش في ظل التردي

وطني الحبيب جعلته في خاطري

أنشودتي وهدايتي ودعائي

فإذا صحوت فنوره إشراقتي

وإذا غفوت فباسمه إغفائي

أفديه بالروح العزيز من الردى

أفديه من ضيم ومن بأساء

وهذه الشاعرة المبدعة لا تجعل من الشعر وسيلة للشهرة، وهي تقول وفي عينيها بريق الإصرار والاعتداد بالنفس: إن القصيدة التي يجب أن تنظمها لم تولد بعد.

لقد افتتنت بشعر امرئ القيس، وزهير، وجرير، والخيام، والبحتري، وحافظ، وجبران، وإبراهيم ناجي، وصالح جودت، وفؤاد بليبل، وعلي محمود طه، وراقها أن تتلمذ على يدي الشاعرين صالح جودت، وإبراهيم ناجي، وحفظت شعر شوقي، وهي خريجة قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب.

أما الشاعر المرحوم إبراهيم ناجي فقد قال في هذه الشاعرة ما يكفي ليكون ديواناً منفرداً، ومن المؤثر أنه في مرضه الأخير كان محموماً، فذهبت الشاعرة تزوره، فاعتدل في سريره، ثم سأل ماذا أستطيع أن أقدم لك في هذه الزيارة الكريمة، ثم أمسك ورقة وقلماً وكتب لها قصيدة.

ديوانها: أخرجـت في سنة 1948م ديوانها من الشعر المنثور المسمى وحي القيثارة وقد أهدته إلى القلوب الخافقة بأحلام الأمل الجميل، والنفوس الدافقة بأماني الشباب المتفجر، وهي تمقت شعر المناسبات، ولا تؤمن إلا بالعمل الفني الذي ينبع من القلب والوجدان.

لها ولع شديد في الرسم، وقد أخرجت لوحات بديعة خالدة.

 

p  p p

 

 


 



([1] (أ) (2/ 536 ـ 537).

الأعلام