جاري التحميل

سامي الشوا

الأعلام

سامي الشوا([1])

(1889م)

إن من حق العالم العربي كله أن يفاخر بهذا الموسيقار الذي سار في طليعة الموسيقيين الشرقيين.

هو ابن الموسيقار أنطون بن إلياس الشوا، وكانا من أهل الفن يعزفان على آلة الكمان، ولد الأستاذ سامي الشوا في حلب 1889م وتلقى علومه الابتدائية في مصر، ثم ترك المدرسة لضعف صحته، وعكف على تعلم العزف على الكمان منذ نعومة أظفاره.

تعتبر هذه الأسرة عائلة متفننة، فقد خلف إلياس ولده عبوداً وكان من أبرز المطربين في حلب، وأنجب أنطون والد كل من الأستاذين: سامي وفاضل الشـوا. وكـان إليـاس الشـوا ينزل ضيفاً على أبي الهدى الصيادي شيخ السلطان عبد الحميد في الأستانة.

رحلاته: ذهب الأستاذ المترجم إلى برلين سنة 1931م وزار روما وإنكلترا وأمريكا الشمالية، ورفع اسم بلاده عالياً في المهجر، وهو يمتاز بعبقرية موسيقية وشخصية بارزة وأخلاق نبيلة، وكان محور الإكرام والحفاوة أينما حل، وكان إعجاب الغربيين بفنه الشرقي عظيماً، وقال أمير الشعراء شوقي بك في 16 مايس 1938م يصف هذا المتفنن بقصيدة نقتطف منها قوله:

يا صاحب الفن هل أوتيته هبةً

وهل خلقت له طبعاً ووجدانا

وهل وجدت له في النفس عاطفة

وهل حملت له في القلب إيمانا

وهل لقيت جمالاً في دقائقه

غير الجمال الذي تلقاه أحيانا

وهل هديت لكنهٍ من حقائقه

برد أعمى النهى والقلب حيرانا

الفن روض يمر القاطفون به

والسارقون جماعات ووحدانا

أولى الرجال به في الدهر مخترع

قد زاده جدولاً أو زاد ريحانا

العبقرية فيه عز مالكه

إذا مشى غيرها لصًّا وجنّانا

لا تسأل الله فنًّا كل آونة

وأساله في فترات الدهر فنانا

*  *  *

 



([1] (أ) (2/ 577 ـ 578).

الأعلام