سبابستيان رونزفال
سبابستيان رونزفال([1])
الأب سبابستيان رونزفال
(1865 ـ 1937م)
ولد هذا الراهب الجبار في عقليته ونبوغه في 21 تشرين الأول سنة 1865م في مدينة (فيليبوبولي) حيث كان أبوه قنصلاً فيها، بدأ دراسته في مدينة أدرنة وأنهاها في الكلية اليسوعية في بيروت وسيم راهباً سنة 1890م، وجال في بلاد كثيرة، ثم عاد إلى بيروت سنة 1893م ليبقى فيها حتى وفاته.
عاهته: وأصيب بالصم في أذنيه باكراً فكرس حياته لدراسة العلوم الشرقية منها اللغة العربية وعلم الآثار، وأنتجت قريحته الوقادة مؤلفات علمية كثيرة.
التنقيب عن الآثار: كان الأتراك يمنعون في عهدهم حفريات الآثار، وكان المهربون يكشفون الآثار وينقلونها بطريق التهريب إلى أوروبا وأمريكا، وكان لهذا الراهب المخلص للعلم الفضل بتأسيس متحف الآثار في بيروت حيث كان الرائد الأول للآثار في لبنان.
وقد اهتمت الشركات المختصة بالتنقيب عن الآثار، وحصلت على فوائد عظيمة بفضل ما كان ينشره عنها في النشرة الخاصة التي تصدر عن الجامعة اعتباراً من سنة 1906م، ونظراً للإعجاب الذي لقيه في الأوساط العلمية انتخب في سنة 1906م مراسلاً للمجمع العلمي للآثار والأدب في باريس، وبهذه الصفة كان مرتبطاً (بشارل شامبسون) العالم الأثري الشهير الذي يدين له متحف اللوفر باكتشافاته الأثرية العظيمة، وقد أظهر بعمله جدارة فائقة حتى شبه بالعلامة (بليرمون كانو) المختص بالآثار السامية في آواخر القرن التاسع عشر.
والجامعة في بيروت مدينة لفضله بتأسيس المعهد الشرقي الذي أحدث سنة 1902م.
مؤلفاته: كان جهده العلمي الرئيسي ينحصر بتاريخ الساميين، وإن الدراسات التي قام فيها في هذا الحقل اشتهرت فوائدها بقوة تفكيره واكتشافاته الأثرية.
وكـان مـع صممـه ذا مواهـب فنية، يعزف على الكمان بمقدرة فائقة، وفي شيخوخته كانت حياته تنحصر في العبادة والموسيقا لتخفيف آلامه ومتاعبه.
وبلغ عدد ما ألفه عن الآثار في تدمر وحمص ودير القلع وجبيل وصور وفلسطين ومصر وما بين النهرين، وعن حياة صلاح الدين الأيوبي، والآثار في استانبول وعن الشعوب السامية (85) مؤلفاً. وقد توفي في العشرين من كانون الثاني سنة 1937م.
* * *