جاري التحميل

سرحان الخوري الحمصي وإخوته

الأعلام

سرحان الخوري الحمصي وإخوته([1])
الأخلاق والنبل في حياة السيد سرحان الخوري الحمصي وإخوته:

ولد السيد سرحان بن عبده بن الخوري إبراهيم السمان في حمص في شهر تشريـن الأول سـنة 1900م وتكنـى بالخوري لأن جـده كـان خوريًّا للطائفـة الأرثوذكسية.

ولما رحل المرحوم والده مع الأسرة إلى مصر كان صاحب الترجمة في السابعة من عمره، وقد تعاطى والده التجارة وتوفي في مصر سنة 1909م وبقي المترجم فيها حتى سنة 1928م.

وقد درس في مدارس طنطا وسكن في الإسكندرية.

هجرته إلى البرازيل: وفي شهر تموز سنة 1928م هاجر إلى البرازيل وتعاطى أعمال الصناعة والتجارة والمنسوجات فكان ناجحاً فيها بفضل جده واستقامته وفي شهر تشرين الأول سنة 1944م صفى أعماله التجارية واتخذ مكتباً لإدارة أعماله الخاصة واستقبال زواره. وقام في سنة 1950م بزيارة وطنه فكان موضع الحفاوة والتكريم.

حسيب الخوري: هو توءم مع شقيقه السيد سرحان وتعاطى سنة 1928م التجارة ثم امتهن وشقيقه الصناعة وتوفي عازباً سنة 1949م.

أنطون الخوري: كان يتعاطى التجارة في البرازيل قبل إخوته وتوفي عازباً سنة 1952م.

حسيبة الخوري: وهي شقيقة السيد سرحان وقد اقترنت بالمرحوم السيد سرحان بن توما اصطفان البندقي الحمصي.

إبراهيم الخوري: ولد بحمص بشهر آذار سنة 1907م وبعد ستة أشهر من ولادته سافر والده إلى مصر وقد أنهى دراسته في الإسكندرية سنة 1925م وفي شهر أيلول من السنة ذاتها هاجر إلى البرازيل وكان شقيقه المرحوم أنطون يتعاطى التجارة فاشتغل عنده.

أخلاق الأسرة الخورية: لقد وهب الله هذه الأسرة المناقب الحميدة وليس من السهل وصف مآثر الناس اعتباطاً، كما وأن البشر ليسوا من جبلة واحدة في السجايا، وليعلم القراء بأني لم أتخذ من تأليف هذا السفر وسيلة للمدح والإطراء لغايات شخصية بل هو عبارة عن تاريخ يصف مآثر الناس وأخلاقهم بالحق فإن أطال القلم في إطراء بعض العناصر والإطناب بمناقبهم ومآثرهم الحميدة فإن الواجب يقضي بنشر فضائلها لتكون قدوة في شمائلها المثالية.

وقد امتازت هذه الأسرة بحب الخير وإسداء المعروف للخلق، وخدمة المجتمع بدافع الفطرة.

ومن مآثرها أن والدته مرضت مدة ثلاثة أشهر وتوفيت في سنة 1946م وكانت خلال مراحل مرضها توصي ولدها البار السيد إبراهيم الخوري خيراً ورأت تلك الأم الرؤوم وهي بحالة مرضها أنها قريرة العين في أحضان أنجالها وهم يتفانون في خدمتها وكسب رضائها فكيف بها لو مرضت ولا سند لها كالعجزة المرضى الذين يفترشون مفارق الطرق فكانت توصيه بدافع هذا الإحساس النبيل أن يعمل على تشييد ملجأ للعجزة يرفه عنهم ويقيهم البؤس في الحياة، ونضجت الفكرة فكانت مروءة السيد إبراهيم وشهامته خير حافز لإبراز هذا المشروع الإنساني الجليل إلى حيز الوجود بمؤازرة فريق من كرام الجالية.

ومن جهوده المشكورة أنه ساهم بجمع التبرعات لبناء المصح السوري للمسلولين في كمبوس دو جوردون وكانت لمساعيه وحماسته أبلغ التأثير بخلق هذا المشروع الخيري العظيم.

وأصيب المترجم بمرض مفاجئ؛ فوجم العجزة والأيتام فكانت الدعوات والصلوات والابتهالات الصادرة من أفئدتهم وجوارحهم بشفائه مؤثرة ومقبولة عند الله تعالى فمن عليه بالشفاء واحتفل بتكريمه والدموع تنسجم من مآقي المعجبينبأخلاق هذا الشاب الأبي الكريم.

هذا وإن أسرة الخوري تجمعها صلة القربى مع المفضال الوجيه الكبير السيد البيرتو الخوري فهم أبناء عمته.

*  *  *

 



([1] (أ) (1/130).

الأعلام