جاري التحميل

سعد البواردي

الأعلام

سعد البواردي([1])

(1920م)

مولده ونشأته: هو ابن السيد عبد الرحمن بن محمد البواردي، انحدر من عشيرة البواريد من قبيلة بني زيد، ولد في مدينة شقراء عاصمة إحدى المقاطعات النجدية في 10 شعبان عام 1339ﻫ ـ 1920م، تلقى دراسته في مدرسة عنيزة بمقاطعة القصيم، وأتم دراسته الابتدائية بمدرسة شقراء، ثم التحق بمدرسة (دار التوحيد) بمدينة الطائف ونال شهادة الكفاءة، ولظروف خاصة قطع المرحلة التعليمية وخاض معركة الحياة العملية، والتحق بالأعمال الحرة.

في ميدان الصحافة: أصدر في مدينة الخير عام 1955م مجلة شهرية تبحث في الأدب والاجتماع باسم (الإشعاع) وهي نواة لافتتاح دار عامة للصحافة والنشر تحمل اسم (دار الإشعاع) للصحافة والنشر، وقد اطلع مؤلف هذا السفر على بعض أعداد المجلة، وهي بحق حافلة بالمواضيع الأدبية والاجتماعية الأنيقة.

مؤلفاته: لقد تجلت مواهب هذا المترجم فجادت قريحته وهو في عنفوان شبابه وفجر نبوغه بمؤلفات قيمة:

1 ـ نفحات وزوابع.

2 ـ فكرة ومأساة.

3 ـ شبح من فلسطين، والثلاثة هي مجموعة قصصية.

4 ـ وثلاثة داووين شعر بعنوان أعاصير في الحب والحياة.

5 ـ أحاسيس من الصحراء.

6 ـ أطياف الربيع.

7 ـ عبقرية المدينة.

8 ـ القديس الذي عاش وخلد نغماً ودموعاً، وهما قصتان تبحثان في مواضيع إنسانية جذابة.

9 ـ في مواكب الإشعاع، وهي مجموعة خواطر وآراء قديمة وجديدة. وهو جاهد في أمر طباعتها وإخراجها إلى ميدان الأدب.

وله قصيدة بديعة بعنوان (أعياد اليتيمة) أهداها إلى ذلك العيد الذي تغنت به اليتيمة وهي من ديوان شعره أحاسيس من الصحراء، وقد أجاد في الوصف وأبدع في المعاني.

يا عيد... جئت وظل داري قد طوته يد الجريمة

وتكالبت حولي تقوض ما بنيت خطى أثيمة

ألفت مسرة بالها في أن تطالعني (يتيمة)

أبكي مراتع صبوتي... فاجمع خطاك. وعد بعيد عني يا عيد

يا عيد.. جئت وما انتشت بك طفلة سئمت بقاها

فلم البقاء هنا وما بك مسحة تمحو أساها؟

فرت أمانيها العذاب. وفي العذاب رست خطاها

حيرى. يعذبها الأسى... فاجمع خطاك وعد بعيد عني يا عيد

يا عيد... جئتَ ودمع يتمي ما يزل يحكي جراحي

وعلى سماء حقيقتي. يا عيد. أثقلني نواحي

حولي تمور خواطر ربداً. تدمدم كالرياح.

هي كل أعيادي هنا... فاجمع خطاك. وعد بعيد  عني يا عيد

يا عيد.. صافيت الكبير وصادقتك صغار داره

وأبيت أن تعر المسرة لليتيمة في جواره.

أكذا البقا في حكمه؟ يشقى ويسعد في إطاره؟!

فلكم شقيت (يتيمة) ... فاجمع خطاك. وعد بعيد  عني يا عيد

يا عيد... أوهمت النفوس بأن غيرك كان يضحك

وملأت أسماع الزمان بنغمة من ثغر صبحك...

ونشرت من برد السعادة للأكابر كل ربحك.

إلا أنا في شقوتي. فاجمع خطاك. وعد بعيد      عني يا عيد

يا عيد... إن أنا في ندائي قد مللتك أو قليتك

يا عيد... إن أنا في عدائي صارخاً لما رأيتك.

فلئن آلامي... ودائي.. نبرتي لما حكيتك.

جئت بثقل قيودها... فاجمع خطاك. وعد بعيد    عني يا عيد

يا عيد... لن أرعى خطاك. ولن أعانقك ابتسامة

ما لم تطح شبح الدجى. وتقض مهزوماً حطامه

وتثير زوبعة (الرؤى) لتطيح من جسدي أوامه

وهناك .. حين أراك.. أهتف ملء صوتي من بعيد       أهلاً يا عيد

ويرى الشاعر أن الحياة بكل معانيها عقيدة خالدة تفسرها ابتسامة ودمعة، وهذه قصيدة رائعة بعنوان حياة.. ومعنى. يصف فيها ما يختلج في روحه من شعور.

أنا حين أضحك في الحياة.. وحين أبكي في حياتي

أصف الحياة لأنها آفاق تفرز حول ذاتي

وتشيد في صرح الحقيقة معبداً من ذكرياتي

لا النار تأكل ما بنته.. ولا الأعاصير العواتي

*  *  *

أنا حين أضحك في الحياة.. وحين أبكي في حياتي

أجد الحياة بظلها تجري. يلامسها رفاتي

فتعيد همس البائسين.. كما تعيد صدى صلاتي

وأرى الحقيقة في سطور الدمع تهمس بينات

*  *  *

أنا حين أضحك في الحياة.. وحين أبكي في حياتي

أبني على أسس الطبيعة هيكلاً بادي السمات

هو في القضا هو في السما هو في الثرى. هو في صفاتي

رمز يطل على الحقيقة. بالدموع بسر ذاتي

*  *  *

 



([1] (أ) (2/516 ـ 517).

الأعلام