سعيد بن راشد البستاني
سعيد بن راشد البستاني([1])
سعيد البستاني
(1859 ـ 1901م)
هو ابن راشد حنا البستاني، ولد في الدبية عام 1859م وتخرج من مدارس الأميركان والوطنية للبستاني، وعلم في مدارس لبنان، وذاع صيته في العلم والأدب، نزح إلى مصر، فاختارته وزارة الخارجية، وقلدته منصباً عالياً يتفق مع مواهبه، فأجله المصريون وأكبروا نبوغه، وكان ذلك في عهد الأمير عباس حلمي ولي عهد الخديوية المصرية.
وطنيته: ولما قامت الثورة العربية الشهيرة انحاز إلى رجالها، وكانت له مواقف مشرفة دلت على عبقريته وعلو كعبه في صناعة البيان وميدان الخطابة، فعده بعضهم خطيب الثورة، كما جاء في كتاب (مصر للمصريين في محاكمة العرابيين) لصاحبه نقـولا النقاش، وقـد نشـرت مقالاتـه في مجلة (الأستاذ) لمحررها الأديب الكبير عبد الله نديم الملقب بخطيب الثورة العرابية.
مواهبه: كان ذا صلة وصداقة مع السيد جمال الدين الأفغاني المصلح الأكبر والإمام محمد عبده مفتي الديار المصرية وشيخ الأزهر، وقد خبرا مقدرته الأدبية وطول باعه في الكتابة فرغبا إليه أن يشد أزرهما بإصلاح الأخلاق والعادات، فوضع رواية (ذات الخدر) صور فيها أخلاق المصريين وانتقد بعض عاداتهم في تعدد الزوجات، فكان لها أبلغ الأثر في الأوساط الاجتماعية ووقف بجانبه أدباء البلاد والمصلحون يدافعون عما تعرض إليه من سخط وتهجم، وألف رواية (سمير الأمير أو لميا وثاقب) صور فيها عادات اللبنانيين.
كان من مؤسسي (جمعية المساعي المارونية) في القطر المصري، ومن مآثره أنه سهل الدخول لعدد كبير من أبناء وطنه في دوائر الحكومة، فأصبحوا من أصحاب المراكز العالية والشهرة البعيدة.
عودته إلى وطنه: عاد إلى وطنه وتولى تحرير جريدة لبنان الرسمية، وله مقالات أخلاقية كبيرة منها نخب منشورة في كتاب (سلاسل القراءة).
* * *