سلطان مصطفى عثمان
سلطان مصطفى عثمان([1])
ولد في حمص سنة 1893م ونشأ بكنف والده الذي اشتهر بالصرامة والجد في تربية أولاده وتثقيفهم وتعليمهم المهن الحرة، وكانت مهنة تسدية الحرير فيما مضى من أفضل المهن التي تدر على عمالها الأجر الحسن، فتعاطى المترجم هذه المهنة، ولما وقعت الحرب العالمية الأولى ذهب إلى الخدمة الإجبارية، ثم فر من الجندية بسبب الجوع والشقاء وظل متوارياً عن الأنظار ويشتغل في تسدية الحرير ليؤمن إعاشته في زمن كان رطل الخبز يباع بليرة ذهبية.
فنه: لا عجب إذا خلق المترجم فناناً بروحه وطبعه، فقد كانت البيئة التي يعيش فيها فنية، فقد تلقى الفن عن والده وأخذ عن الشيخ إبراهيم الأعمى واستفاد من فنون الحاج عمر البطش الفنان الحلبي المشهور الذي كان يلازم هذا البيت عند زيارته حمص في المناسبات الكثيرة، وهو رئيس المنشدين في حلقات الأذكار دون منازع ويستطيع إخراج الطبقات العليا بفضل صوته القوي الشجي ومن أبرز مواهبه الفنية ذاكرته فهو يحفظ من القدود والموشحات والأوزان ما عز على غيره حفظها، فإذا بدأ الإنشاد استرسل فغنى سلسلة من عشرات بشكل متين دون أن يقع في هفوة فنية، وله إلمام برقص السماح وأوزانه التي استقاها عن البطش رحمه الله.
يرتبط هذا الفنان بصداقة متينة العرى مع المؤلف، فهو الصديق الحميم في الجيرة والمعشر والفن، أبي النفس وعزيزها بشكل نادر لا منة لمخلوق عليه، يعيش بكد يمينه في جو من الصفاء العائلي المقرون بالستر والكفاف.
* * *