جاري التحميل

سلوى سلامة الحمصية

الأعلام

سلوى سلامة الحمصية([1])
الشعر والأدب في أسرة سلامة الحمصية

شاعرة العاصي الأدبية الموهوبة المرحومة سلوى سلامة الحمصية هي أشهر في الدنيا من نار على علم، وأشهر الخالدين في دار الخلود، تعانقت روحها مع شاعرة النيل المرحومة باحثة البادية: ملك ناصف المصرية، وهي أول امرأة حمصية نظمت القريض بأسلوب شيق يستهوي الألباب، وأول حمصية تفجر لسانها بروعة الحكمة والبيان، وارتقت ذرى المنابر للخطابة فمادت تحت قدميها خشوعاً ورهبة، وجادت قريحتها بالنظم والنثر البليغ الفياض بالنبل المثالي والهدى. وهي أول من جهر بالقول بلسانها ويراعها فكانا حصناً منيعاً وموئلاً عزيزاً للوطنية.

نشأتها: ولدت فقيدة النبوغ في حمص بتاريخ 26 نيسان 1883م، والدها بطرس بن نقولا سلامة ووالدتها وردة صنيج، تربت في مهد الحشمة والأدب، ظهرت عليها أمارات الذكاء والميل للمطالعة فكان شقيقها الأستاذ المرحوم حبيب يعلمها قواعد اللغة العربية والتاريخ العربي وشقيقها الأستاذ المرحوم قبلان يعلمها الرياضيات، ثم دخلت مدرسة البنات بحمص وأقامت في زحلة تكتب في المجلات والصحف.

قرانها: وفي سنة 1913م اقترنت بالكاتب والشاعر والخطيب اللوذعي المرحوم جورج أطلس في حمص، وهاجرت إلى البرازيل فكانت من أجل النساء وفاء وإخلاصاً لقرينها فساهمت معه في ميدان الحياة، وكلما خمدت نار وطنيته ألهبت حماسه وحواسه فكانا فرقدين يتقدان نوراً للمهتدين وناراً تصلى للضالين.

مجلة الكرمة: وأصدر قرينها مجلة الكرمة فثابرت بعد وفاته على إخراجها حتى وفاتها، فكانت من أرقى المجلات في مواضيعها الثقافية والأدبية، وفي مجموعات الكرمة النفيسة أبانت آرائها الحكيمة حيال مشاكل المرأة الاجتماعية، وزخرت صحائفها بشعرها الخالد، فكانت في المرتبة العليا في ميدان الإصلاح النسائي، وقد امتازت بذكائها النادر وقوة جوابها المفحم في مناظراتها ومساجلاتها الأدبية وقد خسرت الأمة العربية بوفاتها وزوجها العبقري المرحوم جورج أطلس الحمصي ركنين من أركان النهضة الوطنية والأدبية للرجال والنساء.

وفاتها: وفي اليوم العاشر من شهر شباط 1945م انتقلت إلى دار الخلود ودفنت في سان باولو البرازيل.

*  *  *

 

 



([1] (أ) (1/ 121).

الأعلام