سليمان الحموي
سليمان الحموي([1])
(1642 ـ 1705م)
مولده ونشأته: هو سليمان بن نور الله بن عبد اللطيف الحموي المعروف بالسواري، نزح عن بلده إلى دمشق فأكرم وفادته العلامة محمد العجلاني نقيب الأشراف، ثم من بعده تقرب من أخيه السيد حمزة العجلاني وولده السيد حسن.
مواهبه: كان شاعراً وأديباً كاتباً، اشتهر في عصره بعبقريته الأدبية، وله ديوان شعر مخطوط، ومن قصائده الغزلية التي أبدع فيها بالوصف وأجاد قوله:
أدر الكأس من جفونك صرفا | فهي لا شك تصرف الهم صرفا |
واسقينها حتى ترى كل عضو | فيَّ ذا منطق يجيدك وصفا |
يا بديع الزمان حسًّا ومعنى | وفريد الأوان حسناً وظرفا |
ومعير الغزال لحظاً وجيدا | ونفاراً والبان قدًّا وعطفا |
بالذي زاد مقلتيك إحوراراً | وفتوراً يسبي العقول وحتفا |
والذي قد أعار خصرك مني | سقماً ثم زاد ردفك عسفا |
قم بنا لا عدمت مثلك خلًّا | نختطف لذة الشبيبة خطفا |
ومنها:
وأجزني بأن أقبل خديـ | ـك ثلاثاً وأرشف الثغر رشفا |
علَّ أن تنطفي لواعج قلبي | ويقيناً أظنها ليس تطفى |
وطابت له الإقامة بدمشق واستوطنها وأنزله آل العجلاني منهم المنزلة الرحيبة والمكانة اللائقة بأدبه وظرفه وقاموا بلوازمه ومعاشه إلى أن مات في دمشق، وقد جادت قريحته بمدحهم، فقال يصف دمشق:
ليس في الأرض والكتاب المبين | بلدة مثل جلق بيقين |
دار لهو ترابها المسك لكنـ | ـن حصاها من لؤلؤ مكنون |
هي لا شك جنة الخلد والأنـ | ـهار تجري من تحتها كل حين |
فسقى الله واديها وحيَّا | ساكنيها بكل جود هتون |
فسقى النيربين والسهم والربـ | ـوة منها والسفح من قاسيون |
والرياض التي يفرج مرأى | حسنها الكرب عن فؤاد الحزين |
كل ريم كأنما الطرف منه | رائد الحتف أو نذير المنون |
وكان يهيم بالراح والجمال، وقد وصف المؤرخ المشهور (المحبي) مواهبه وعبقريته الأدبية وامتدح سجاياه، وتوفي في دمشق سنة 1117ﻫ 1705م ودفن بمقبرة الباب الصغير.
* * *