جاري التحميل

شاكر شقير

الأعلام

شاكر شقير([1])

(1850 ـ 1896م)

مولده ونشأته: هو شاكر بن مغامس بن محفوظ بن صالح شقير، ولد سنة 1850م في (الشويفات) بلبنان ودرس فيها مبادئ العلم، ثم انتقل إلى مدرسة الروم الأرثوذكس في (سوق الغرب) فأحكم معرفة اللغتين العربية والفرنسية وشيئاً من اليونانية، وبعد خروجه منها جاء بيروت ولازم الشيخ ناصيف اليازجي،فأخذ عنه في القريض حتى برع فيه:

خدماته: وفي عام 1867م عين أستاذاً للتدريس في عدة مدارس وتخرج على يده كثير من التلاميذ النابغين، وفي سنة 1868م انتظم في سلك أعضاء الجمعيـة السوريـة فكان مـن أهـم أركانها. وفي سنة 1875م اشتغل مع بطرس البستاني وأنجاله في دائرة المعارف التي ألفها مدة عشر سنين متوالية، فأنشأ لها الفصول المفيدة، وكان في الوقت نفسه يحرر في مجلة (الجنان).

وفي سنة 1881م انتدبته إدارة مجلة (ديوان الفكاهة) لترجمة ما كان ينشر على صفحاتها من الروايات الفرنجية فلبث يترجم ثلاث سنين.

نزوحه إلى مصر: ولما اشتدت المراقبة في حرية المطبوعات في العهد العثماني، سافر سنة 1889م إلى القاهرة وأنشأ مجلة نصف شهرية سماها (الكنانة) وبعد صدور عشرة أجزاء منها أوقفها لأن هواء مصر أضر بصحته، فعاد إلى مسقط رأسه حيث اشتدت عليه الأمراض.

مؤلفاته: هو من نوابغ حملة الأقلام في أواخر القرن التاسع عشر، فإنه كان حجة في معرفة لغة العرب وأحوالهم وتواريخيهم وعلومهم، وترك مؤلفات كثيرة تشهد بطول باعه في المعارف، وتفننه بالكتابة منها: 1 ـ كتاب لسان غصن لبنان في انتقاد العربية العصرية. 2 ـ أساليب العرب في صناعة الإنشاء. 3 ـمصباح الأفكار في نظم الأشعار. 4 ـمنتخبات الأشعار. 5 ـ وباشر تأليف معجم في اللغة العربية لم يفسح له الأجل في إتمامه. وله: 6 ـ أطوار الإنسان في أدوار الزمان وهي مقالات جدية فكاهية أدبية تنطوي على مقاصد حكيمة. وترجم: 7 ـ آثار الأمم للكاتب الفرنسي فولتي.

8 ـ عني بطبع ديوان أبي العلاء المعري وكرر طبعه وألف وعرب زهاء (30) رواية، من تمثيلية وقصصية، وأشهرها أسرار الظلام، وهي تاريخية أدبية، والعيلة المهتدية، وهي تمثيلية لتهذيب البنات، والشجاعة الحقيقية، وكنيسة الحرش، واللحام وابنه، والورد والنسرين، والصبية الخرساء، والابن الوفي، والولد الصياد، والزوجة المضطهدة، وأنيسة الصغيرة، والبيضة الثمينة، والكنار، واليتيمة المسكوبية، والغلام الحبيس، وجزاء الخلوص، والولد الشريد، والأمير الصغير، وفضل إكرامالوالدين، وفريد ورشيد، والفتاة التقية والفتاة الشقية، واليتيم المظلوم، ورواية ذي القرنين، وسيرة مبارك بن ريحان مع محبوبته بنت ألحان، وهي غرامية.

شعره: تعاطى فن الشعر في أول حياته، فنظم سنة 1870م أرجوزة في المعاني والبيان، ونظم بديعية وشرحها وألحقها بالأرجوزة المذكورة، ومن شعره النفيس قصيدة (الهلال) التي نظمها وهو ابن عشرين سنة تبريكاً لإسماعيل باشا خديوي مصر، وقد التزم في كل صدر من أبياتها تاريخاً هجريًّا لسنة 1287م وفي كل عجز تاريخاً مسيحيًّا لسنة 1870م.

ونظم المحبوكات جارياً على طريقة الصفي الحلي، وهي تسع وعشرون قصيدة، كل قصيدة منها تسعة وعشرون بيتاً على عدد حروف الهجاء، وسماها الذهب الإبريز في مدح السلطان عبد العزيز.

ومن شعره في الغزل والوصف البديع قوله:

قل للألى عشقوا الجمال تأملوا

في قامة يعنو لديها البان

غصن ولكن فاعجبوا من حمله

الزهر ورد والجنى رمان

وله في الجناس المزدوج يصف لوعة الفراق فقال:

قلبي على آثر المراحل راحل

وهواي في تلك المنازل نازل

يا راحلين ولم نفز بوداعهم

مهلاً فإني بالتقابل قابل

قد طال بعدكم فسارت إثركم

كتبي ودمعي في الرسائل سائل

لم تنصفوا في الحب فيما بيننا

وأنا على الحب المعادل عادل

ما عندكم جزء الذي في مهجتي

لكن أنا عن ذي التغافل غافل

أو لا يكون على الأقل تحية

منكم لمن هو للشمائل مائل

الشاعر المتفنن: وكان مولعاً ببعض الفنون الجميلة وعليماً بالفن الموسيقي.. ينظم  الشعر ارتجالاً بلا تكلف، ولو جمعت أشعاره في ديوان خاص لبلغت نحواً من مجلدين ضخمين، على أن بعضها منشور في المجلات والكتب، ولم يزل أكثرها غير مطبوع.

وفاتـه: ولما عـاد مـن مصر لازمته العلة، فمات في شهر تشرين الأول سنة 1869م، وقد رثاه أخوه الشاعر فارس شقير بقصيدة مؤثرة.

*  *  *

 



([1] (أ) (2/371 ـ 372).

الأعلام