جاري التحميل

صابر الصفح

الأعلام

صابر الصفح ([1])

الفنان الألمعي الأستاذ صابر الصفح

أصله ونشأته: هو الأستاذ محمد صابر بن عبد الله بن محيي الدين الصفح، ولد ببيروت سنة 1919م، وأسرة الصفح من عوائل بيروت المعروفة بما أنجبته من فضلاء وفنانين ألمعيين. وكان والده فناناً موهوباً غاوياً، ذا صوت جميل بالوراثة، وقد أمعن الدهر بقسوته على المترجم فمات والده وهو في الشهر الأول من عمره فعاش يتيماً، وكفلته أمه فاعتنت بتثقيفه، تلقى علومه الابتدائية في المدرسة العباسية الأزهرية وتخرج من المدرسة العسكرية الوطنية الثانوية في بيروت.

فنه: إن للبيئة والوراثة والقابلية الفطرية أثرها البليغ في حياة الفنانين، فقد طغى على روحه حب الفنون وظهرت مواهبه الفنية منذ صغره، وتنبأ له المعجبون بذكائه بمستقبل فني باهر فصدقت فراستهم، وتعلق بالفن عندما كان طالباً يلقيالأناشيد المدرسية بصوته الفاتن، ثم ساقته المواهب فتلقى دراسته الفنية الابتدائية في الكونسرفاتوار الوطني في بيروت على الفنان المشهور محمد فليفل، ودرس علم النوطة على الموسيقار المرحوم وديع صبرا وغيرهما، فكان موضع إعجاب أساتذته لما تحلى به من ذكاء لماح وخلق رصين، وساعدته قابليته الفنية فأخذ من الأوساط الفنية ما طاب واستفاد.

إن هذا المطرب الموهوب الذي حرمته الأقدار حنان الأب وعطفه فذاق غصص اليتم بفقده قبل أن تبصر عيناه نور الحياة قد واساه الدهر خيراً، فجعل من صوته البديع آية باهرة ونعمة عزَّ نظيرها.

تعلم العزف على آلة العود فبرع، فإذا غنى بصوته وعزف على العود أثار الشجون وتلاعب بأفئدة السامعين فأدمى قلوبهم، وهم في إحساساتهم متباينون بين عاشق ولهان ومبتلٍ صابر، ومتوجع أسيف ومترف مدنف، وكلهم في فلك الفن والطرب يسبحون، فتراهم سكارى سحر صوته وروعة إلقائه. لقد لحن قطعات كثيرة من نغمات كثيرة وأوزان شتى وربط نوطتها بنفسه وراجت في الأوساط الفنية فحفظها أقوى الفنانين.

تلقى فن الموشحات وأوزانها على المرحومين عمر البطش والشيخ علي الدرويش، ويحفظ ما تهواه نفسه من الأدوار والقصائد المصرية البديعة فيلقيها بضبط وانسجام.

وقد قام برحلات عديدة في البلاد العربية وتنقل بين دور الإذاعات للتسجيل والغناء فكان موفقاً في أعماله التي بنيت على أساس متين من الانتظام والأخلاق الفاضلة.

*  *  *

 



([1] (أ) (1/ 367).

الأعلام