جاري التحميل

صالح التميمي

الأعلام

صالح التميمي([1])

الشيخ صالح التميمي

(1877 ـ 1922م)

هو عمدة الفصحاء والبلغاء في عصره المرحوم صالح بن مصطفى التميمي، ولد في نابلس سنة 1877م من أسرة كريمة مشهورة في مجدها وتليدها، نشأ بكنف والده، ودرس على أعلام عصره، وتبحر في العلوم العقلية والنقلية واللغة وآدابها.

كان قاضياً في مجدل غزة، ثم عين موظفاً في المحاكم الشرعية في بيروت وكان معروفاً في الأوساط العلمية كعالم وشاعر فذ.

شعره: له ديوان مخطوط لم تساعده الأقدار على طبعه، ولما وقعت كارثة فلسطين عام 1948م خرجت عائلته من نابلس وتركت محتويات البيت بكامله أملاً بالرجوع، ولكنها لم ترجع، فضاعت آثار المترجم الأدبية.

وقد اطلعت على الرسالة التي يصف فيها الإمام العلامة المرحوم محمود شكري الألوسي العراقي (القسطنطينة) بمناسبة دخوله أحد حمامات سمسون الشهيرة عندما تقدم منه فتى تركي جميل ليقوم له بمهمة التدليك، فاستشهد الألوسي ببيت من الشعر لصاحب هذه الترجمة وهو:

سلوا عن مذهب الولدان غيري

وعن دين العذارى فاسألوني

ومن غزله البديع قوله:

بدت فأرتني الغصن كيف يميل

بخصر يحاكي السمر وهو نحيل

وأرخت على فجر من الحسن في الدجى

شعوراً لذا ليل المحب طويل

شكوت لها ضعفي لطول بعادها

فقالت وطرفي ناعس وعليل

فقلت لها ما لي أراه إذا رنا

علينا يحاكي البيض وهو كحيل

ومنها:

مشيت لها لكن دهري عاقني

وحظ أخ الآداب منه قليل

يعاندني دهري ويبغي تأخري

فيبغي وأيديه علي تطول

واشتهر رحمه الله بسمو أخلاقه ومداركه ومعشره وعفة لسانه، فيصف نفسه بقوله:

ولي مجلس عذب نزيه من الأذى

يزيل كدورات الحشا ويطهر

وفاته: وفي سنة 1922م توفي هذا الشاعر العبقري اليائس بدمشق، الذي عاكسته الأقدار في جميع مراحل حياته، ودفن في مقبرة المهاجرين، وأنجب ثلاثة أولاد.

*  *  *

 



([1] (أ) (2/ 125).

الأعلام