صياح الأطرش
صياح الأطرش([1])
هو ابن نايف بن سلامة الأطرش، ولد في قرية (بكا) بجبل الدروز سنة 1898م وتوفي والده قبل ولادته، فنشأ بكنف والدته تحت رعاية أبناء عمه الطرشان،درس في المدرسة الأهلية في السويداء وأخذ عن بعض الأساتذة.
ولما بلغ سن الشباب كان من الفرسان البارزين ومن قواد الثورة السورية التي شبت عام 1925م بقيادة ابن عمه سلطان باشا الأطرش، وهو أبو المغاوير، وقد خاض المعركة التي وقعت بين الثوار والفرنسيين في قرية الكفر، وجرح بيده اليمنى برصاص رشيش إثر هجوم شنه في طليعة فرسان المجاهدين، فلم ينثن ولم يتقهقر، بل كان يحدو بصوته الحسن شعره الزجلي، فاستبسل المجاهدون واقتحموا المواقع الفرنسية المحصنة وكان من العوامل المؤثرة لكسب المعركة التي استمرت مدة أربعين دقيقة.
حضر أبو المغاوير ـ وهو اللقب الذي حمله ـ جميع معارك الثورة في إقليم البلان ووادي التيم وعري ورساس وبيت فضيما، وقد فاز المجاهدون بمعركتي المزرعة والمسيفرة ولكن النصر النهائي لم يتم لأسباب معلومة، وكتبت له الحياة بعد أن قتل تحته سبعة رؤوس من الخيل.
يعتبر المترجم من الشخصيات البارزة في أسرة الأطرش ومن أشجع فرسانها، وقـد عارض السـيد محمـد الجرمقاني من قرية عرمان وهو شاعر زجلي (يا ديرتي ما لك علينا لوم) فقال موجهاً شعره إلى زميله الشاعر الزجلي السيد صياح الأطرش:
صياح رده السبايا كوم | يوم العراضي قايده غاملان |
من فوق شفره ما تملى به شوم | (المرجلة) قبلًا لكم وذا الآن |
ويعنـي الشاعـر بالشـطر الأخيـر أن جد المترجم المرحوم سلامة بن حمود الأطرش كان يلقب بـ (سم الموت) وأن الشجاعة قبلاً لجد المترجم والآن له.
ومنها قوله:
يا صاحبي ما لك علينا لوم | لومك على من بالقضية خان |
حنا وقفنا بالشرك وهموم | وأنتم على قب الرمك عقبان |
وقد انتسب المترجم إلى خدمة الدولة وهو الآن قائم مقام في أحد الأقضية السورية.
ومن الشعراء الزجليين في جبل الدروز: علي الأطرش بن ذوقان شقيق سلطان باشا الأطرش، وفضل الله النجم الأطرش، وسليم بن عبدي الأطرش، والمرحوم سليم الدبيسي ومحمد الجرمقاني وهما من قرية عرمان، وقد اشتركوا في الثورة السورية، وسليمان بن عبدي الأطرش اشترك في الثورة السورية ثم استسلم للفرنسيين.
p p p