طاهر الأتاسي
طاهر الأتاسي([1])
المرحوم العلامة طاهر الأتاسي مفتي حمص
ولد المرحوم طاهر بن خالد بن عبد الستار الأتاسي في حمص سنة 1273ﻫ و1854م ودرس على أعلام عصره بدمشق وهم الشيخ سليم العطار والشيخ بدر الدين الحسني والشيخ بكري العطار، وفي سنة 1883م دخل مكتب النواب في استانبول ونال الدرجة الأولى، وعين بوظيفة قاضٍ في متصرفية حوران ثم في نابلس ودكزلي في ولاية أزمير وفي القدس ثم عين قاضياً لولايتي أضنة والبصرة وفي سنة 1914م عهد إليه بمنصب الإفتاء في حمص.
علمه وشعره: كان رحمه الله متبحراً في العلوم الشرعية والأدبية وقد فاق المرحوم والده بروعة شعره فانقادت لبلاغته وبيانه قوافي النظم ومن شعره قصيدة كان نظمها بعيد مولد النبي الشريف وهي (125) بيتاً ومطلعها:
يميناً بالمحصب لن يمينا | لَعهدي عهديَ الأقوى يمينا |
سقى كفُّ الحيا حبًّا وحيَّا | ثرىً كم فيه عفَّرتُ الجبينا |
ومنها:
فيا عُرْبَ الأباطح أين كنتم | أراكم بين أحشائي قطينا |
ووعدٌ بالرضا منكم فحسبي | وإن مطل الزمانُ به ديونا |
أيا نسماتِ رامة فاحمليها | تحياتٍ وإن ثقلت حنينا |
وقولي طارق دفعت إليكم | به الحاجات حبًّا مستكينا |
بكوثر قربهم أرويت حتى | شربت العيش بعدهم أجونا |
بهم أحيا فتقتلني لحاظ | فأشكرهم وهم لي قاتلون |
على أني بغير مديح طه | رأيت الشعر هزلاً أو مجونا |
وبعث إلى الشيخ أبي الهدى الصيادي رحمه الله بقصيدة يمدحه بها وهو في أوج عظمته ومجده ومطلعها:
ليس إلا عليك المدار | أنت للكون بهجة ونضار |
وهذه القصيدة يمكن أن يجعل منها الصدر عجزاً والعجز صدراً.
وله قصيدة غزلية بليغة في قافيتها ومعانيها وهي من النوع المهمل ومطلعها:
آه والوصل لروَّاع الأسود | أحورٌ حلو اللمى مر الصدود |
وقد أنجب السيد فيضي الأتاسي الذي عهد إليه بمنصب الوزارة مرات عديدة، وهو لوذعي ألمعي، وأديب منشئ بليغ، وخطيب مفوَّه، وفي يوم الجمعة سنة 1359ﻫ 1940م توفي إلى رحمة ربه ودفن في مقبرة أسرته في حمص غفر الله له وعفا عنه.
* * *