جاري التحميل

الدكتورة طلعت الرفاعي

الأعلام

الدكتورة طلعت الرفاعي([1])

(1922م)

هي ابنة السيد مصطفى الرفاعي، ولدت في مدينة حمص سنة 1922م من أسرة معروفة، وتخرجت من جامعة الحقوق سنة 1947م ونالت شهادة الدكتوراه سنة 1956م وهي الآن موظفة في وزارة الاقتصاد الوطني.

مواهبها الأدبية: هي من أبرز شاعرات العرب في هذا العصر في مواهبها الأدبية، وعصامية خلقت نفسها، وكان لوالدها الفضل في توجيهها وتثقيفها وإخوتها ثقافة عالية، وهي في أطوارها أقرب إلى الصلف والتيه والعجب بمواهبها.

يتجلى في شعرها صدق الحس، وسمو الفن والخيال، ووصف الصور الطبيعية وصفاً حيًّا رائعاً، وقد جمعت بين سلامة العبارة وحسن الديباجة.

أما نثرها، فيتناسب مع قوة شعرها في التأثير الذي هو المقصود الأهم من بلاغة القول.

ولما كانت في سويسرة شاهدت الأطفال في الحدائق، ورنت إلى بلادها فرأت ما يعانيه أطفالها من عدم الرعاية، والفرق بين المستوى في تنظيم الحياة، فجادت قريحتها بقصيدة عنوانها (من وحي الغرب):

على رجع الصدى الغربِيْ

ي رحت أصوغ أنغامي

وأرسل في انطلاق الفجـ

ـر أفراحي وآلامي

أطل بدمعة حسرى

تقرح جفني الدامي

تلقنني دروس البعـ

ـد حب بلادي السامي

فأسكبه نشيد الحبـ

ب في قيثارة الهامي

*  *  *

بلادي والحنين إليـ

ـك يلهب أضلعي وقدا

هل الفلاح في أرضك

يلقى بعض ما كدا

وهذا العامل الكادح

هل نال الذي أدى

أما يشجيك صوت الحَقْـ

ـقِ يطوي جزره الصدا

يردد صرخة الأجيا

ل لا سيداً ولا عبدا

*  *  *

وطفلك يا بلادي هل

قرأت كتابه الأسمى

يذيب الفقر والأمرا

ض منه الروح والجسما

لكم رتلت صوت الله

يا أبنائه البكما

تخاطب مقلة المسؤو

ل ما أفدحه جرما

إذا لم يلق منك الأمْـ

مَ لا كنت له أما

هنا إني أجيل الطر

ف لا جائع ولا عاري

ولا ظمآن يشكو السقـ

ـم قرب الجدول الجاري

هنا لا هم خبز اليو

م لا إشباع أقدار

يشع الدفء رغم البر

د رغم حلوكه الدار

ويضني البرد شعباً في

ديار النور والنار

أما قصيدتها بعنوان (نسمة) فهي تعبر عن عواطفها فتقول:

صوت عميق الجرس عنـ

ـد الفجر في أذني رنا

عبق بأنفاس الندى الـ

مخضل رق فذاب لحنا

نادى فلبيت الندا

ء على الأثير بألف معنى

وضممت في وهج الجوى

قلباً تمزق حين حنَّا

أنَّى لهذا القلب أن

يحيا بنار الشوق أنَّى

*  *  *

 



([1] (أ) (2/ 554 ـ 555).

الأعلام