جاري التحميل

عاتكة الخزرجي

الأعلام

عاتكة الخزرجي([1])

(1924م)

هي ابنة السيد وهبي الخزرجي، ولدت في بغداد سنة 1924م وتلقت دراستها في بغداد، ونالت الشهادة من دار المعلمين العالية (فرع الآداب) وأنهت دراستها في جامعة السوربون.

مواهبها الأدبية: أخرجت لميدان الأدب ديوانها (أنفاس السحر) وفيه من قوافي الشعر التي جادت بها قريحة هذه الشاعرة الفياضة بالعواطف وفلسفة الحياة كل نفيس وبديع، ومن أروع نظمها قصيدة بعنوان (فلسفة الحياة) وقد أجادت في الوصف:

رأيت حياة المرء بؤساً فإنها

لبين كفاح دائم وسقام

فنصف حياة المرء نوم وهل ترى

معيشتنا في الكون غير منام؟

نُشيد للتخريب ما طاول السما

ونخلد أبناء لثغر حمام

ونطمع أن نستوطن النجم منزلاً

وتودعنا الأيام جوف رغام

ونغدو عبيداً للغرام وإننا

لنا بين أهل الأرض خير مقام

ونجري وراء الماء جري مدلَّهٍ

ويرغب عنا بعد طول عزام

وما هي إلا غمضة وانتباهة

ترانا بقاع القبر رمام

ضللنا عن الحق السوي فهل لنا

من الناس هادٍ بعد طول هيام؟

وذابت شوقاً إلى أحيائها في بغداد، فقالت تصف عزبتها بروعة وحنان:

وأنزلني ذل النوى دار عزبة

تهيبت فيها أن أحط ركابيا

وأبدلت من قومي بقوم صدفتهم

وما أن أرى فيهم صدوقاً مصافيا

إذا قلت هذا صاحب واصطفيته

لنفسي طغى حتى حمدت الأعاديا

وإن قلت هذي خلة وائتمنتها

لسري خانت فانثنيت لما بيا

تلفت لتستجلي حماي وأربعي

وإني؟ وقد خلفتها من ورائيا

وبالأمس بالأمس القريب تركتها

فوا لهفتا هل حالها مثل حاليا؟

أحباي في بغداد لو كانت النوى

فيا ويلتا ماذا لقيت ويا ليا

أحباي في بغداد ما خنت عهدكم

وكيف وفيكم قد بذلت حياتيا

ومن روائع شعرها قصيدة بعنوان (خطوات) وهي تدل على أسلوبها الوصفي المكين:

دعها ومالك والرفات

وأنت في فجر الحياة

يا شاعري دع عالم الـ

أموات وابحث عن سواه

في عالم نشوان يجـ

ـهل ما سقي أو من سقاه

والحسن بين يديه يسـ

ـعى والهون يندى شذاه

*  *  *

ها حولك الدنيا تمو

ج بسحر ولدان وعين

فيها جحيم للغوا

ة وجنة للمتقين

فهي الضلال لمن يشا

ء أو الهدى للمهتدين

دنياك يا مولاي دو

نك إنها الحرم الأمين

*  *  *

يا شاعري دعها لقد

طويت كما يطوى الأصيل

وغدت كسرٍّ مبهمٍ

دفنته أحناء النخيل


نسيت ومن صان العهو

د لها ومن ذكر الجميل

عفا عليها الغدر إذ

ضل الوفاء فلا سبيل

*  *  *

أخشى عليك الناس يا

مولاي أمرهم عجاب

سفلوا ما عرفوا الوفا

ء فأصبحوا دون الكلاب

وتنكروا فجلودهم

بشر وجوفهم ذئاب

وتذرعوا بالصدق وهـ

ـو مموه طي الكذاب

*  *  *

 



([1] (أ) (2/ 545 ـ 546).

الأعلام