جاري التحميل

عبد الرحمن الكيلاني

الأعلام

عبد الرحمن الكيلاني([1])

(1717 ـ 1758م)

مولده ونشأته: هو عبد الرحمن بن عبد القادر بن إبراهيم بن شرف الدين ابن أحمد بن علي الكيلاني، ولد بحماة سنة 1130ﻫ ـ 1717م، وحضر مع والده إلى دمشق فقرأ على علمائها، واشتهر بعصره بالعلم والأدب، وجعل داره معهداً علميًّا لإعطاء الدروس فيها.

سفره إلى الأستانة: سافر إلى الأستانة وتوسط فعاد بنقابة دمشق. وقد قامت عليه رعاع الأشراف، وهجموا على داره الكائنة بالقرب من باب القلعة وأرادوا إيقاع الضرر وتحريك الفتنة، وكان ذلك بإغراء الأعيان، ثم عزل في أثناء ذلك واستقام بداره منزوياً، وتراكمت عليه الأمراض والعلل إلى أن مات.

شعره: كان شاعراً بارعاً وناثراً بليغاً، ومن شعره قوله في وصف حاله:

يقول أصيحابي ليسلو خاطري

عن الطارف المسلوب مني لك البشرى

فإن المجاري قد تجف شراعها

ولابد من أوب المياه إلى المجرى

فقلت أجل لكن لوقت طلوعها

ترى شطها من ساكنيها غدا قفرا

فقالوا طلوع الشمس يتلو غروبها

وإن عقيب العسر ينتظر اليسرا

فقلت نعم لكن ربي قد قضى

لكل امرئ وقتاً وقدره قدرا

وبعد فظني بالإله بأنه

سيحدث حقًّا بعد ذلك لي أمراً

ويمنح من ينتاب هامي جوده



ركام سعود ودقه يكشف الضرا

وكانت بينه وبين أسعد باشا العظم والي دمشق وأمير الحج صداقة متينة، وقد مدحه مشطراً أبيات ابن يزيد الزبيدي بقوله:

طلعت من الحمام تمسح وجهها

من جوهر الأنداء تحت نقاب

بمخضب نمت نوافح رشحه

عن مثل ماء الورد بالعناب

والماء يقطر من ذوائب شعرها الـسْـ

ـسَاجي كرشح من لجين مذاب

وعقارب الأصداغ تهمل بالندى

كالطل يسقط من جناح غراب

فكأنما الشمس المنيرة في الضحى

ما ضم منها معجز الجلباب

بزغت تواري بالحجاب فقلت قد

طلعت علينا من خلال سحاب

وفاته: وفي سنة 1758م توفي بدمشق، ودفن بتربة الباب الصغير.

*  *  *

 



([1] (أ) (2/ 34 ـ 35).

الأعلام